يمتلك كريستيانو رونالدو مزيجا بين المهارات الفردية الاستثنائية والقوة البدنية الهائلة لكن في الواقع فإن قوة شخصيته من أهم أسباب نجاحه في أن يصبح الهداف التاريخي لريال مدريد. وكانت التوقعات عالية على رونالدو عندما انتقل قائد منتخب البرتغال إلى ريال في 2009 في صفقة قياسية عالمية في ذلك الوقت بلغت قيمتها 94 مليون يورو (106.6 مليون دولار). وأخفق كثيرون في التأقلم عند الانتقال من الدوري الإنجليزي القوي بدنيا إلى الدوري الإسباني الذي يعتمد بشكل أكبر على الأساليب الخططية لكن رونالدو كان يملك الثقة بالنفس والإصرار على التألق. ونجح رونالدو سريعا في التحول من لاعب صاحب شعبية هائلة لدى جماهير مانشستر يونايتد إلى لاعب يحمل آمال مشجعي ريال مدريد. وتزامن الموسم الأول لرونالدو مع الموسم الأخير للهداف راؤول الذي نجح اللاعب البرتغالي في تجاوز عدد أهدافه يوم السبت رغم أنه لعب أقل من نصف إجمالي عدد مبارياته. وأحرز رونالدو 324 هدفا في 310 مباريات ليتفوق بهدف واحد على راؤول الذي احتاج إلى 741 مباراة للوصول إلى هذا الرقم. ويختلف أسلوب رونالدو تماما عن راؤول فاللاعب البرتغالي يفضل اللعب ناحية الجناح حيث يملك مساحات أكبر بينما كان يشغل اللاعب الإسباني مركز رأس الحربة رغم أن رونالدو خاض بعض المباريات كمهاجم صريح خاصة هذا الموسم تحت قيادة مدربه الجديد رفائيل بنيتز. وقال خورخي فالدانو الذي تولى تدريب راؤول في ريال وكان يشغل منصب المدير الرياضي للنادي عند انضمام رونالدو لصحيفة البايس "تتمثل الاختلافات بينهما في سالمات الشخصية وأسلوب اللعب." وأضاف لاعب ريال مدريد ومنتخب الأرجنتين السابق "كريستيانو لديه قدرة أفضل على القيادة في الملعب. إذا كانت القيادة من الأمور المؤثرة في أي مباراة فلا أحد يصنع أثرا أكبر منه بين كل اللاعبين. وإلى جانب ذلك فإنه يثير الذعر في منافسيه." * كفاءة مذهلة وتظهر شخصية رونالدو في الملعب بشكل أكبر من راؤول – الذي أعلن يوم الخميس أنه سيعتزل لعب كرة القدم – وربما أيضا بشكل أكثر تأثيرا من أي لاعب آخر بالنادي. ويتضح هذا الأمر من خلال تحركاته ورغبته الواضحة في الحصول على الكرة وخطف الأضواء باستمرار. وإلى جانب ذلك يملك رونالدو القدرة على تجاوز المنافسين بمفرده إضافة إلى كفاءته المذهلة عند مواجهة المرمى. ومن ضمن الأرقام القياسية العديدة لرونالدو أنه سجل أكثر من 50 هدفا في خمسة مواسم متتالية كما أنه الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا برصيد 82 هدفا. وعند عقد مقارنات بين رونالدو وأساطير ريال فإنه يعد على نطاق واسع صاحب تأثير أكبر حتى من ألفريدو دي ستيفانو الذي كان يلعب في التشكيلة إلى جانب لاعبين من عينة فرنيتش بوشكاش وباكو خينتو. وستدخل إنجازات رونالدو دائما في حيز المقارنة مع إبداعات ليونيل ميسي مع الغريم التقليدي برشلونة. وتبدو شخصية هذا الثنائي مختلفة تماما لكن ما قد يصب في مصلحة رونالدو أن نجاحه جاء في مسابقتين مختلفتين للدوري. وكان مانشستر يونايتد ضم رونالدو في 2003 بناء على نصيحة لاعبين واجهوه في مباراة ودية أمام سبورتنج لشبونة وتطور هناك بشكل مذهل تحت قيادة المدرب المخضرم أليكس فيرجسون. وتناسب أسلوب رونالدو تماما مع يونايتد ودخل سريعا في مقارنات مع أفضل لاعبي النادي على مدار تاريخه كما أنه أصبح أول لاعب في النادي الإنجليزي يفوز بجائزة أفضل لاعب أوروبي في 2008 منذ حققها اللاعب الشهير السابق جورج بست. وساهم رونالدو بشكل مؤثر بفضل قوته البدنية وقدرته على مراوغة المدافعين في قيادة يونايتد للفوز بالدوري الإنجليزي ثلاث مرات إضافة إلى إحراز لقب دوري الأبطال مرة واحدة قبل انتقاله إلى ريال مدريد. وفاز رونالدو مع ريال مدريد بلقب الدوري الاسباني في 2012 كما أحرز لقب دوري الأبطال في 2014 ومن المنتظر أن ينجح في إضافة المزيد من الألقاب والأرقام القياسية خلال مسيرته المقبلة.