بغاية جعل قضايا الجالية المغربية المقيمة بالخارج خاصة والهجرة عموما مادة إعلامية حاضرة باستمرار وبما يتناسب وأهميتها في الإعلام المغربي، ولأجل تناول إعلامي موضوعي ومتمكن للقضايا الهجرة بكافة تشعباتها ، عمد مجلس الجالية المغربية بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والاتصال إلى تنظيم ورشة تكوينية لفائدة مجموعة من الصحافيين المغاربة على مدى يومي 16 و17 أكتوبر 2015. وفي افتتاح هذه الورشة التكوينية، التي تمحور موضوعها حول "بناء الاستيراتيجيات الإعلامية في موضوع الهجرة" وعرفت مشاركة 25 صحافيا من منابر متعددة ، نبه الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، إلى تقصير الإعلام المغربي في تناول ملف المهاجرين المغاربة بالرغم من حيوية هذا الملف وحساسيته و. وشدد على ضرورة رفع "الحيف الإعلامي على هذا الملف ورد الاعتبار إعلاميا للجالية المغربية بما يليق بالقيمة الإنسانية للمهاجرين المغاربة في المجتمع المغربي. فنحن بحاجة إلى استيراتيجية خاصة بالهجرة". وأشار في هذا السياق، إلى أن العرض الإعلامي المغربي لا "يقدم فهما عميقا للظاهرة ولا يستطيع الإلمام بتشعبات سؤال الهجرة". وعزا عبد الله وصوف التقصير الإعلامي إلى "ضعف التكوين المعرفي والأكاديمي للصحافيين في المجال مما يجعل من قضايا الهجرة والمهاجرين المغاربة مادة إعلامية مناسباتية ضمن العرض الإعلامي وأيضا مادة تفتقر إلى العمق والموضوعية ومجحفة من حيث نمطيتها في التناول". وقد أكد في هذا الصدد على استعداد المجلس لتقديم المساعدة للصحافيين الراغبين في الاشتغال على ملف الهجرة.
من جانبه، تقاطع مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، عبد المجيد فاضل، مع الأمين العام لمجلس الجالية، في تأكيده على "إهمال الإعلام المغربي لملف الهجرة والمهاجرين بالرغم من أهميته" ووصف الاهتمام الإعلامي بملف الهجرة ب"المحدود والضيق في غياب إعلام متخصص في الهجرة". وأضاف أن معظم الدراسات المتعلقة بالهجرة هي "أجنبية وتتضمن صورا نمطية". واعتبر من الضروري العمل على "تطوير النقاش العمومي حول الإعلام م والهجرة". وبغاية تجاوز هذه الاختلالات الإعلامية في التعاطي مع ملف الهجرة والمهاجرين، ومن ثمة تجويد العرض الإعلامي المتعلق بالملف، حدد المنظمون الأهداف الأساسية لهذه الورشة التكوينية في بناء قدرات تفكيرية في مجال إعلام الهجرة والجالية، وتقوية القدرات العلمية والمهنية للفاعلين في مجال معالجة المعلومات المتصلة بالهجرة والمهاجرين وخلق فضاء للتبادل وتقاسم التجارب وإغنائها بين الصحافيين وباقي المتدخلين على المستوى الأكاديمي والمؤسساتي والمدني. وهي الأهداف، التي رسمها استقراء لعلاقة الإعلام بالهجرة، تبدت خلاصاته، ارتكازا على أرضية الورشة التكوينية، في غياب استراتيجية إعلامية لدى المؤسسات المشتغلة على قضايا الهجرة والجالية، واقتصار التعاطي الإعلامي على مواكبة الأحداث والمستجدات في أحسن الأحوال، و غياب مواد حول الموضوع في برامج التكوين والتكوين المستمر لدى المؤسسات المشتغلة على التكوينات الصحافية، ووجود عدد قليل من المهنيين المهتمين، والمشتغلين على الملف. وأيضا افتقاد المادة الإعلامية المنتجة حول الهجرة للوضوح والمصداقية في بعض الأحيان في ظل استنادها لمراجع من دول الاستقبال، ونقص التوثيق وضعف أبناك المعلومات،وعدم تحيينها، وعدم وجود نظام لاعتماد المعطيات وتحديد صدقيتها. كما نبهت الأرضية إلى طغيان الصور النمطية في الإعلام السمعي البصري تحديدا . وإلى ذلك، شهد افتتاح الورشة التكوينية، التي أطرها كل من الخبير في علم الاستيراتيجيات محمد الخمسي والإعلامي المغربي بالعربية نجيب بنشريف وأدارها الإعلامي سعيد الخمسي، (شهد) توقيع اتفاقية إطار بين مجلس الجالية بالخارج والمعهد العالي للإعلام والاتصال تهم التعاون بينهما في ملف الهجرة والجالية. فطومة نعيمي