ستة أيام، فقط، كانت كافية للوصول إلى مقترف جريمة «زنقة بوطويل» التي ذهب ضحيتها شيخ تجاوز الستين، لم يرحم سارقه شيبته، ولم تأخذه شفقة بالعامل البسيط الذي ظل يكد ويكدح من أجل بلوغ لقمة العيش. فحتى بعد أن تجاوز الضحية سن الستين بسنوات، ظل مصرا على العمل لتحصيل قوت يومه، رافضا الاستكانة أو الخمول.وبعد زوال أول أمس الثلاثاء 27 دجنبر الجاري، كان الجاني مع زيارة لم تخطر له على بال، ولم يضعها في الحسبان. بعد أن ظن أن فلت من نيل عقاب عما اقترافته يداه من جرم في حق شيخ، قادته الأقدار إلى طريقه. زيارة خاصة من نوعها ضيوفها عناصر الفرقة الثامنة للقسم القضائي بمصلحة الشرطة القضائية أنفا بالدارالبيضاء، وضعت حدا لإفلات شاب من أبناء المدينة القديمة، تسبب في إزهاق روح ضحيته. أول خيوط التحريات، انطلقت من آخر ما نبست به شفتا الضحية/الراحل «امحمد شعيبة»، الذي ذكر لشرطي بمركز «باب مراكش»، أن شابا كان يرتدي سترة «جاكيط» صفراء اللون، وسروال جينز وحذاء رياضيا. سلبه بالقوة والتعنيف مبلغ 500 درهم، كان كل ما ادخره منذ أيام، ولم يرحم شيبته، ليصر على تجريده من سترة كان يرتديها في عز البارد القارس الذي اعترى ليلة الاعتداء، في الساعات الأولى من يوم الخميس الماضي. وإمعانا في إتمام السرقة وسلب الضحية كل ما كان يتوفر عليه، امتدت يد الجاني إلى بطاقة تعريف الضحية لينزعها منه، إضافة إلى بطاقة بنكية. ولم يكتف بذلك ليتلقى «بامحمد»طعنة بزنقة «بوطويل» بالمدينة القديمة. قادت عناصر الضابطة القضائية حملة تمشيط واسعة في صفوف المشتبه فيهم من ذوي السوابق العدلية، والمنحرفين، اعتمادا عل جذاذاتها. فانطلقت العيون والآذان لتخبر عن تفاصيل ما عرفته تلك الليلة المشؤومة من حياة نادل ظل يعمل بمقهى تقع بساحة «فردان»، تربص به الجاني، بأحد أزقة المدينة القديمة، في طريق عودته من عمله ليلا. واعتمادا على “تقنية القرطة” شل حركته، وخنق أنفاسه. ولم يكتف بذلك، بل إن طعنة غادرة سددها إلى عنقه، إمعانا في ترهيبه. سار الضحية من مكان الحادث صوب مركز الشرطة بباب مراكش، وهناك روى تفاصيل الاعتداء عليه، قبل أن يسلم الروح. وبناء على أوصاف الجاني، والملابس التي كان يرتديها، التي أدلى بها الضحية، تمكنت عناصر الأمن من تحديد هوية مقترف سرقة الشيخ/النادل، الذي تسبب في إزهاق روحه. وتباشر الفرقة الثامنة عملية الاستنطاق التفصيلي للمتهم، الذي ذكرت بعض المصادر أنه شاب يقطنه بدوره بالمدينة القديمة، حيث تم العثور بمنزل أسرته الذي تمت مباغتته على البطاقة البنكية، وبطاقة التعريف الوطنية للنادل الهالك الذي يبلغ من العمر حوالي 68 سنة، الذي وري جثمانه الثرى بمقبرة الرحمة بعد عصر يوم السبت 24 دجنبر الجاري، وتنتقل أسرته إلى مسقط رأسه بضواحي تارودانت لتلقي التعازي في شيخ لم ترحم يد الغدر شيبته.