أفكر هذه الأيام في كتابة رواية إيروتيكية تدور أغلب أحداثها خلف أبواب الغرف المغلقة وعلى أَسِرة النوم. أمنيتي الغالية أن أضع نقطة نهاية آخر فصل من فصولها والسيد بنكيران ما زال رئيسا للحكومة المغربية. لماذا؟ لأتشرف بتسليمه نسخة منها مرفقة بإهداء خاص يليق بمقامه. أتمنى أن يتسع صدر الرجل لحرية التخييل في الاحتفاء بالجسد، ويتقبل تشخيص الكتابة الروائية لأنبل تواصل بين المرأة والرجل، ولا يصدر أوامره إلى الجهة المعنية في حكومته بمنع الرواية من الرواج في السوق، وجمع نسخها من رفوف المكتبات التي نجحت في الوصول إليها. في قديم الثقافة الإسلامية، اتسع صدر الفقهاء والعلماء وأولي الأمر للأدب وتشخيصاته، ولم يُخْضِعوا تلك التشخيصات لميزان الشرع وأحكامه. ببساطة لأنهم اعتبروها تندرج في مجال آخر غير مجال الحلال والحرام والمباح وغير المباح. منهم من اعتبر تلك التشخيصات هزلا ولعبا مرفوعا عنه القلم، وصاحبها كالنائم الغارق في ما يرى من صور أحلامه التي لا يسري عليها سلطان أحكام الشارع، إلى أن ينتبه من انتقاله إلى عالم الخيال والبرزخ ويعود إلى عالم الحس والشهادة حيث يسري التكليف. هذا المشروع قديم ويسكنني منذ سنوات، لكن منذ يوم تعيين السيد بنكيران تأججت الرغبة في كتابة روايتي الأولى، لأنني أعتبر الأدب الحقيقي هو ذاك الذي يتشكل في مواجهته لقوانين المنع والحجر. يصير تجربة ذات تمارس حريتها في عالم الكتابة والتخييل، على أمل الانتقال بممارسة تلك الحرية في عالم الناس الحقيقيين وهم يوجدون في الواقع حيث يعملون ويعيشون حكايات الحب، ويتزوجون أو ينفصلون، وربما يتورطون في ركوب مغامرات لم تكن تخطر على بالهم. مرة أخرى، أمنيتي الغالية أن لا تمنع حكومة السيد بنكيران روايتي الإيروتيكية، وتفند كل الأحكام المسبقة والتخوفات من لجوء الحكومة المحافِظة إلى سيف الرقابة والمنع والحجر على حرية المغاربة في الإبداع والاستمتاع برحابة التخييل وعوالمه التي تشبه عوالم الناس الحقيقيين. تنبيه ضروري. سأحرص على أن يعلو غلاف روايتي التحذير التالي «حكايات ممنوعة عن كل قارئ يقل عمره عن 18 سنة»، لأن بطلتها، الزاهية، امرأة شابة رائقة المزاج وتتقن فنون المضاجعة وإدارة الكؤوس في مجالس الإمتاع والمؤانسة، وعاشت مغامرات كلها إثارة قد توقظ شهوة القراء من سباتها. جمال زايد