يشكل مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، الذي ستفتح فعالياته مساء يوم غد السبت بالمركب الثقافي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، موعدا سنويا يتجدد من خلاله الارتباط الوثيق الذي يجمع السينمائيين المغاربة بنظرائهم الأفارقة وتجديد روابط المغرب بعمقه الإفريقي. ويعتبر هذا الحدث السينمائي الكبير، الذي تنظمه مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية إلى غاية 19 شتنبر الجاري، من أقدم المهرجانات على المستويين الوطني والدولي، والذي استطاع، منذ تأسيسه سنة 1977، أن يعرف بالسينمائيين الأفارقة، ويسلط الضوء على آخر الإنتاجات والإبداعات السينمائية الإفريقية التي بدأت تفرض حضورها في المهرجانات وقاعات الفن السابع على المستوى العالمي. ويلتقي خلال هذا المهرجان، الذي بلغ هذه السنة دورته الثامنة عشرة، سينمائيو القارة الإفريقية والمدافعون عنها من أجل عرض آخر الإنتاجات السينمائية الإفريقية، والتنويه بالحضور المتميز للمرأة السينمائية الإفريقية، من خلال مشاركات من دول الكاميرونوالسنغال وإثيوبيا بثلاثة أشرطة من أصل 14 شريطا مشاركا في هذه الدورة. وسيعرف هذا المهرجان، الذي أضحى من المواعيد السينمائية الكبرى بالقارة الإفريقية، حضور عدد من المدعوين، وطنيا وقاريا ودوليا، ومهتمين بالمشهد السينمائي، وكذا قنوات فضائية دولية ووطنية ومنابر إعلامية مختلفة. ويضرب هذا المهرجان، الذي يحتفي بدولة السنغال (ضيف شرف الدورة)، موعدا مع عشاق الفن السابع من خلال تنظيم فقرات غنية ومتنوعة تشمل عرض أشرطة المسابقة الرسمية التي ستتنافس على الجائزة الكبرى "عثمان صامبين" وجائزة أحسن دور رجالي والتي تحمل اسم الممثل الراحل محمد البسطاوي، فضلا عن الجائزة الثقافية الموازية "دونكيشوط – سينيفليا". وستعرف هذه الدورة مشاركة 14 شريطا يمثلون 13 دولة وهي المغرب والسنغالوالكاميرون وكوت ديفوار وتونسوالجزائروغينيا-كوناكري وبوركينافاسو وإثيوبيا وماليوالنيجروموريتانيا ومصر. وتشمل الأفلام المشاركة في دورة هذه السنة "الوشاح الأحمر" لمحمد ليونسي، و"جوق العميين" لمحمد مفتكر من المغرب، و"الزيارة (قمر أسود)" لنوفل صاحب الطابع من تونس، و" كلير / طفل الحب" لماري نويل نيبا من الكاميرون، و"عمري خمسون سنة" لجمال عزيزي من الجزائر، و"مورباياس / سيرمزن دو كومبا" للشيخ فانتامادي كامرا من غينيا كوناكري، و"عين الإعصار" لمخرجه طراوري سيكو من بوركينا فاسو. كما تشمل هذه الأشرطة "تمبوكتو / جشن الطيور" لعبد الرحمان سيساكو من موريتانيا، و"ثمن الحب" لهيرمون هيلاي من إثيوبيا، و"بتوقيت القاهرة" لمخرجه أمير رمسيس من مصر، و"النجوم" لمخرجته ديانا كاي من السنغال، و"القبض على سيزار" لدسموند اوفبياجيل من النيجر، و"اختطاف في باماكو" لمخرجه شيخ عمر سيسوكو من مالي، و"سطو على الطريق الإفريقية" لاويل براون من كوت ديفوار. وتتكون لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة من السينمائي الفرنسي جاك دورفمان (رئيسا) والسينمائي عيسى سيرج كويلو (التشاد) والباحث أحمد عصيد والسينمائية سلمى بركاش (المغرب) والسينمائي سليمان رمضان (جنوب إفريقيا) والناقدة السينمائية صالي شافتو كاتولي (أمريكا) والناقد السينمائي علي أبو شادي (مصر). ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم العديد من الأنشطة ومنها الندوة الرئيسية التي تحمل موضوع "أي جدوى لمهرجانات السينما الافريقية ¿" بمشاركة ممثلي مهرجانات تهتم بالسينما الإفريقية من تونس (أيام قرطاج السينمائية) وبوركينافاسو (الفيسباكو) وكندا (نظرات حول السينما الإفريقية) ومصر (مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية)، وتكريم سينمائيين مغاربة وأجانب. كما يتضمن البرنامج تقديم، ضمن فقرة منتصف الليل، كتابين حول السينما "من أجل سينما متعددة" للباحث بوشتى فرقزيد، و"أجمل مهنة في العالم .. ناقد سينمائي" لمحمد باكريم، وشريط حول "مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة .. أنفاس وعشق وكبرياء".