قال رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي، إن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وبعد "انطلاقته الجيدة"، يستعد لموسمه المقبل الذي سيتميز بتنظيم معرض كبير لفن النحت تحت عنوان "سيزار والمغرب، شغف متوسطي". وأوضح قطبي، أن المؤسسة تعمل، مع إدارة المتحف، على إعداد برمجة "جذابة"، ستتميز أساسا بهذا المعرض الهام للنحات الفرنسي سيزار، الذي يجمعه تاريخ عريق بالمغرب، والذي ينتظر أن ينظم نهاية 2015. وأشار إلى أن "سيزار اشتغل على موضوع المغرب، وأحب المغرب ونهل من المغرب"، ومن ثم اختيار تيمة المعرض التي تتمحور حول هذا "الشغف المتوسطي" الذي يتجاوز المغرب. وأضاف أن الساحة الفنية المغربية الفتية ستكون حاضرة ضمن برمجة الموسم المقبل، إذ سيتم منح الفرصة، بعد هذا المعرض الأول، للفنان التشكيلي فوزي لعتيريس، الذي أضحى يحظى بصيت وطني ودولي، من أجل اختيار الفنانين الذين يرغبون في عرض أعمالهم. غير أن الحدث الأبرز خلال السنة المقبلة، يقول السيد قطبي، سيكون معرض النحات الإيطالي- السويسري ألبيرتو جياكوميتي الذي يرتقب أن يشكل حدثا "ذا صيت كوني". واعتبر أن تنظيم معرض لمجمل أعمال نحات من وزن جياكوميتي (الذي بيعت إحدى لوحاته مؤخرا بحوالي 170 مليون دولار في دار كريستيز للمزادات بنيويورك)، ليس في متناول أي متحف، مضيفا أن كون المغرب، من خلال متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر سيحظى بتنظيم هذا المعرض، يعد حدثا استثنائيا. وفي إطار دورة المحاضرات، يستقبل متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر الأمير الحسن بن طلال الذي سيلقي محاضرة حول "الثقافة كوسيلة للتواصل والتفاهم بين الشعوب والثقافات". وقال السيد قطبي إن هذا الموضوع يتسم بأهمية ل"كوننا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، في حاجة للتفاهم بين الشعوب والثقافات"، معتبرا أن المغرب يعد "أفضل بوابة" بل "أفضل مفتاح من أجل هذا الانفتاح". وإجمالا، يقول قطبي، إن إعداد هذه البرمجة يتم بشكل يمكن تكريس النجاح والاهتمام والإقبال الذي حظيت به مختلف المعارض التي احتضنها المتحف، خاصة "المغرب الوسيط"، التي تم تمديدها إلى غاية فاتح شتنبر و"التي يرجح أن تنتقل إلى الشرق الأوسط والولايات المتحدة"، والمعرض الافتتاحي "تاريخ الرسم بالمغرب، أو تظاهرة (الشارع الرئيسي)"مين ستريت" للفن الحضري. وسجل قطبي أن المتحف، ومنذ افتتاحه في أكتوبر 2014، استقطب حوالي 120 ألف زائر، أزيد من 10 بالمائة منهم من التلاميذ الذين قدموا من مختلف مدن المملكة، (12 ألف طفل)، معتبرا أن الأمر استثنائي بالنسبة لمؤسسة ثقافية ومتحفية. ويعد متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي يقع في قلب العاصمة الرباط، أول مؤسسة متحفية في المملكة تهتم بشكل كلي بالفنون الحديثة والمعاصرة، وأيضا أول مؤسسة عمومية تستجيب لمعايير المتاحف الدولية. كما أن المتحف، يقول قطبي، أضحى يفرض نفسه كمتحف بارز ضمن مشروع "الرباط مدينة الأنوار، عاصمة الثقافة بالمغرب"، مشيرا إلى تعبئة المؤسسة الوطنية للمتاحف من أجل تجسيد هذا "الأمل الذي يحدو جلالة الملك من أجل جعل الرباط مدينة للأنوار".