يعتقد بعض الناس أن توفير متطلبات العيش والأمور المادية للأطفال هو أقصى شيء يمكن توفيره للأبناء، ويتركون الباب مفتوحا أمام ا أبنائهم للانحراف والخروج إلى الشارع الذي يقضون فيه وقت فراغهم في غياب مراقبة الآباء، مما يجعلهم عرضة للكثير من الأخطار التي تحيط بهم من كل جانب. فيما يلي يقدم الدكتور بوشعيب كرومي بعض الأسباب التي تدفع الأطفال إلى الجنوح إلى الشارع، وبعض الطرق التي يجب أن يسلكها الآباء لحماية أبنائهم. أولا يمكن اعتبار هذه الوضعية غير طبيعية فكون الأطفال يقضون معظم وقتهم في الشارع، يعني أنه ليس هناك متابعة من الآباء لأبنائهم. لذلك يجد الأطفال أنفسهم يمتلكون حرية التشرد والتسكع في الشارع، الشيء الذي ينتج عنه نوع من السلوك العشوائي غير الخاضع لطرق التربية من طرف الآباء. فالعلاقة التي تجمع الآباء بالأبناء يجب أن يكون فيها دائما نوع من المتابعة والحوار والمراقبة، التي تجعل الآباء يعرفون متطلبات أبنائهم . خروج الأبناء إلى الشارع يعني أنهم لا يتوفرون على تلك المتابعة، ويتصرفون في وقتهم كما شاؤوا، بمعنى أنهم يذهبون إلى الشارع في الوقت الذي أرادوا دون الحاجة إلى استشارة الأهل، أي أن لديهم هامشا من الحرية من المفروض أن لا يتوفروا عليه بهذه الطريقة وفي هذه السن الصغيرة. إذن هنا يظهر أن هناك نقصا في دور الآباء الذين لا يميزون أهمية تتبع أبنائهم في جميع مراحل حياتهم وخاصة أنهم مازالوا لم يميزوا بغد مخاطر الشارع الذي يمكن أن يؤدي إلى إهمال الدراسة والفشل فيها، ثم إلى التقائهم بأطفال أكبر منهم في الشارع يعيشون على هامش المجتمع ويكون لديهم سلوك وتصرفات ليست في صالحهم لأنهم يكونون عرضة للإدمان على المخدرات وتعلم السلوكات المنحرفة، والطفل في هذه السن ليست له القدرة على تمييز الأشياء التي تكون في صالحه أو تلك التي سوف تضره. عمل الآباء في حد ذاته ليس هو المشكل، لكن المشكل يكمن في كون الآباء يجب أن يوازنوا بين حياتهم المهنية وحياتهم الشخصية وأن يقوموا بدورهم كآباء، وهذا الدور هو أولا مسؤولية فكل شخص عندما يفكر في الارتباط وتكوين أسرة يجب عليه أن يفكر في تحمل هذه المسؤولية التي تتمثل في توفير الحماية والمتابعة للطفل في جميع مراحل حياته. إذن بالرغم من انشغال الأبوين معا في العمل فيجب أن يعملا على تنظيم وقتهما، وحياتهما العائلية ليضمنوا للأبناء نوعا من الاستقرار. إذن العمل ليس مشكلة في حد ذاته إذا كان هناك تنظيم للوقت من أجل الآهتمام بالأبناء ورعايتهم طيلة اليوم. والحرص على عدم ترك أبنائهم عرضة للتسكع في الشوارع طيلة اليوم في غيابهما معا، إذن هناك مسؤولية من الآباء اتجاه أطفالهم حتى يكونوا في أمان ويكبروا في وضعية سليمة نفسيا وجسديا. لذلك يجب على الآباء أولا قبل تكوين عائلة معرفة أهمية هذا الأمر فالإنسان يجب أن يفكر في كل الأمور السلبية التي يمكن أن تحدث قبل حدوثها، لذلك يجب على الآباء المنشغلين عن أبنائهم بسبب ظروف العمل أن يجدوا الوقت الكافي لرعاية أبنائهم، وإيجاد الفضاء الذي يمكنهم من الاطمئنان عليهم فيه كترك الطفل عند شخص من العائلة يكون أمينا عليه في غياب والديه إلى أن يعودا إلى البيت. إعداد مجيدة أبوالخيرات طبيب نفسي