بعد مباراة ماراثونية، توج منتخب تشيلي بلقب بطولة "كوباأمريكا" لأول مرة في تاريخه وكرس عقدة عقم بطولات الأرجنتين بعدما فاز عليه بركلات الترجيح بنتيجة (4-1)، عقب الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين بالتعادل السلبي، في مواجهة مثيرة أقيمت على ملعب "تشيلي الوطني" فجر الأحد لعب منتخب تشيلي بطريقة 4-3-1-2، معتمدًا فارجاس وسانشيز في الأمام، وخلفهما فالديفيا، بينما لعب منتخب الأرجنتين بخطة 4-3-3، معتمدًا على دي ماريا، أجويرو، وميسي في الأمام، وخلفهم باستوري، ماسكيرانو ولوكاس بجيليا. المباراة بدأت بقوة كبيرة من الجانبين، وخاصة أصحاب الأرض، وكانت عرضية فيدال أن تشكل خطورة كبيرة لولا تدخل روميرو حارس التانجو في الدقيقة الثانية، قبل أن يرد عليه دي ماريا بمراوغة جيدة إلا أن كرته تمر بجوار عارضة تشيلي في الدقيقة 4، لتزداد المباراة سخونة بصحوة تشيلي، حيث سدد فارجاس كرة قوية خارج منطقة الجزاء لكن الدفاع الأرجنتيني ينقذها في الدقيقة 7. المباراة أتسمت بالحماسة الكبيرة، لكن الملامح التكتيكية لم تظهر في الدقائق الأولى، إلا أن المنتخب التشيلي كان الأخطر على المرمى، ففي الدقيقة 8 استلم فالديفيا وتوغل داخل منطقة الجزاء، لكنه يفضل التمرير لساشيز عن التسديد لتضيع الكرة، قبل أن يسدد فارجاس كرة أخرى في الدقيقة 10 تمر بجوار القائم. بدأ المنتخب الأرجنتيني الدخول في أجواء المباراة هجوميًا، ففي الدقيقة 21، وكاد أجويرو أن يحرز الهدف الأول برأسية قوية مستغلاً عرضية ميسي المحاصر لكن الدفاع ينقذ الكرة في اللحظة الأخيرة، ولجأ المنتخب التشيلي بعض الشيء إلى الهجمات المرتدة، في ظل صحة التانجو، الذي عانى من إصابة دي ماريا ليدخل مكانه لافيتزي في الدقيقة 28. المباراة أصبحت سجال بين الطرفين في الدقائق الأخيرة، وسدد سانشيز كرة من داخل منطقة الجزاء، ينقذها روميرو، قبل أن يسدد لافيتزي كرة خطيرة ينقذها حارس تشيلي برافو في الدقيقة الأخيرة لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. تواصلت الإثارة في الشوط الثاني، حينما خطف سانشيز كرة، ويلعبها عرضية ، لكن رأسية فيدال أنقذها حارس الأرجنتين روميرو، وسط تراجع كبير من رفاق ليونيل ميسي، قبل أن يظهر فيدال مرة أخرى في لقطة فنية رائعة حينما استلم كرة بمهارة ويرسلها بينية للمتقدم فالديفيا، لكن تسديدته تصطدم بالدفاع. تراجعت كتيبة التانجو بشكل ملفت في ظل صحوة كبيرة من أصاحب الأرض الذين نجحوا في فرض رقابة لصيقة على مفاتيح لعب الأرجنتين وفي المقدمة المنعزل ميسي، وبعد دقائق طويلة من الهجمات غير المؤثرة للتانجو، عاد مهاجم تشيلي سانشيز بكرة خطيرة بعدما تخطي الدفاع وأرسل عرضية لفيدال أمام المرمى لكن الكرة تمر بسلام في الدقيقة 66، قبل أن يهدر فارجاس فرصة أخرى في الدقيقة 72. دخل هيجواين مكان أجويرو في الدقيقة 74 على أمل اقتناص هدف، بينما خرج فالديفيا ويشارك فيرنانديز في تشيلي لتدعيم خط الوسط وطالب فيدال بالحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 76 بعدم وقع بين أقدام مدافعي التانجو، لكن الحكم لم يشير إلى أي شيء. أشرك الأرجنتين بانيجا، مكان باستوري في أخر تبديلاته، بينما أضاع سانشيز فرصة هدف محقق عندما سدد كرة على الطائر داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 82، لكنها تمر بجوار القائم، وسط افضلية واضحة لأصحاب الأرض وخاصة فيما يتعلق بالتسديدات على المرمى، وألغى الحكم هدفًا للتانجو أحرزه لافيتزي بداعي التسلل الواضح في الدقيقة 85. وكاد هيجواين أن يضرب بالقاضية، بعدما أهدر فرصة لا تضيع أمام المرمى الخالي في الثواني الأخيرة، لينتهي الوقت الأصلي للقاء بالتعادل السلبي، ويلجأ المنتخبان للشوطين الإضافيين. بدأ الأرجنتين الشوط الإضافي الأول بقوة كبيرة، لكن الدفاع التشيلي واصل إغلاق كافة مفاتيح اللعب، وخرج فارجاس من تشيلي ودخل مكانه هنريكيز لتنشيط الهجوم، قبل أن يسدد دياز كرة خطيرة لتشيلي لكنها تعلو العارضة في الدقيقة 97، بينما أظهر الأرجنتين خطورة من الركلات الثابتة، وكاد سانشيز أن يحرز المفاجأة لتشيلي بعدما أستغل خطأ ماسكيرانو لينطلق منفردًا نحو المرمى لكن تسديدته تمر بعيدًا عن مرمى التانجو لتنتهي الفترة الأولى الإضافية بالتعادل السلبي. أشتعلت المواجهة في الشوط الثاني الإضافي، وكان عامل التفوق البدني لصالح تشيلي بعض الشيء، فواصل كتيبة سانشيز ورفاقه القتال، واستمر ميسي ورفاقه في البحث عن هدف البطولة، لكن الحصار الدفاعي كان هو مانع الطرفين، واستلم فيدال نجم تشيلي كرة رائعة من حارس مرماه داخل منطقة جزاء التانجو لكنها تمر بعيدة، لينتهي الشوطين الإضافيين بالتعادل السلبي، ويلجأ المنتخبان للركلات الترجيحية. وابتسم الحظ أخيرًا لمنتخب تشيلي الذي أنهى اللقاء لصالحه عن طريق ركلات الجزاء بنتيجة 4-1 ليتوج بلقب كوباأمريكا لأول مرة في تاريخه، حيث أضاع من منتخب التانجو كلا من هيجواين وبانيجا