لندن, 27-6-2015 (أ ف ب) - اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون السبت انه ينبغي الاستعداد لاحتمال سقوط عدد كبير من البريطانيين في هجوم عنيف في تونس, هو الاكثر دموية لمواطنيه منذ هجمات لندن قبل 10 سنوات. "مجزرة على كراسي الشاطئ", "جمعة الدم", "رعب على الشاطئ"...لم تكن لدى الصحف البريطانية اوهام بخصوص حصيلة الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المملكة المتحدة في الهجوم على فندق ريو امبريال مرحبا في مرسى القنطاوي على بعد 140 كلم جنوب العاصمة تونس وقرب سوسة. وما زال العدد الرسمي لدى الخارجية للقتلى البريطانيين بعد ظهر السبت خمسة من اصل 38 قتيلا. لكن لندن تتوقع رقما اعلى بكثير, فيما اعلنت وزارة الصحة التونسية وجود 8 بريطانيين بين الجثث العشر الاولى التي تم تحديد هوياتها. وصرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر اجتماع ازمة السبت ان البلاد "يجب ان تستعد لاحتمال سقوط عدد كبير من البريطانيين بين ضحايا الهجوم الوحشي في تونس". واضاف "كانوا سياحا ابرياء يمضون اجازات ويحاولون الاسترخاء والاستمتاع برفقة اصدقاء واقارب", واجرى اتصالات هاتفية مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل. واعلنت سكوتلانديارد انها ارسلت "عددا كبيرا من الشرطيين الى تونس لمساعدة السلطات التونسية واجراء تحقيقنا الخاص". وقد يكون هذا الهجوم بالنسبة الى المملكة المتحدة الاكثر دموية منذ هجمات 7 تموز/يوليو 2005 الانتحارية في لندن, والتي تستعد البلاد لاحياء ذكراها العاشرة. فقبل 10 سنوات ادت اربعة انفجارات منفصلة على خطوط النقل العام في لندن الى مقتل 56 شخصا واصابة اكثر من 700. في يناير 2013 قتل 6 بريطانيين في هجوم على مجمع الغاز الجزائري في ام اميناس نفذته مجموعة من الاسلاميين. ومع تعزيز الاجراءات الامنية في لندن تزامنا مع مسيرة المثليين و"يوم القوات المسلحة" السبت, وصلت طلائع السياح الذين تم اجلاؤهم من تونس صباحا الى بريطانيا. واستقبلهم ضباط من الشرطة ارادوا جمع المعلومات ولا سيما التسجيلات المحتملة على هواتف الشهود المحمولة. في مطار مانشستر انتظرت سيارتا اسعاف على مخرج المحطة ,2 فيما خرج عدد من الركاب من الطائرات باكين. واعلنت شركة السياحة تومسون وفيرست تشويس ارسال عشر طائرات الى تونس لاعادة حوالى 2500 سائح بريطاني والغاء جميع الرحلات في الاسبوع المقبل الى هذا البلد. وعبر جيريمي مور عن سعادته بالعودة, عند وصوله الى مطار غاتويك في لندن مؤكدا ان الركاب صفقوا عند اقلاع الطائرة من تونس. وشواطئ تونس وجهة مفضلة لدى السياح البريطانيين. وكان عددهم عند وقوع الماساة حوالى 20 الفا على ما افادت جمعية وكالات السفر البريطانية فرانس برس. وتوالت الشهادات المؤلمة للاحداث التي جرت ظهر الجمعة. وروت ايلي ماكين "شاهدت رجلا يصاب برصاصة في الراس, واخر في البطن. الدماء ملأت المكان". كما تحدثت الصحف عن بعض "الابطال". وروى الجندي السابق في كتيبة الغوركا النيبالية في الجيش البريطاني كيث هوكس البالغ 70 عاما لصحيفة تايمز كيف كان يمر قرب مطلق النار عندما واجه نيران مسدسه وهب لمساعدة الضحايا. وقال "لن اعرف ابدا لماذا لم يستهدفني". وشكرت الشابة سايرا ويلسون من ويلز شريكها الذي اعترض الرصاصات بجسده لحمايتها. واصيب ماثيو جيمس 30 عاما بثلاث رصاصات في الكتف والصدر والورك, لكن وضعه ليس خطيرا. وقالت "كان مغطى بالدماء, لكنه طلب مني الفرار. قال +احبك يا حياتي, لكن اذهبي. قولي لاطفالنا ان البابا يحبهم+. لم ار عملا بهذه الشجاعة على الاطلاق".