يبدو أن مجموعة اتصالات المغرب” شرعت فعلا في جني ثمار توسع نشاطها إلى عدد من البلدان الإفريقية. إلى متم الربع الثالث من العام الحالي كان على المجموعة أن تتكبد خسائر كبيرة جراء تراجع أداء فرعها بالمغرب، لكن انتعاش أداء باقي الفروع الإفريقية أنقذ الموقف وقلل من حجم الخسائر.إلى متم شتنبر الماضي تراجع رقم معاملات “اتصالات المغرب” إلى حدود 23,2 مليار درهم، بانخفاض بلغت نسبته 2 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. هذا الوضع يجد تفسيره بالأساس في تقلص رقم معاملات الشركة بالمغرب بحوالي 3,5 في المائة، في ظل ظرفية تنافسية صعبة تطبع أداء قطاع الاتصالات بالبلد، لكن انتعاش أداء فروع المجموعة بباقي الفروع، حيث ارتفع رقم معاملاتها خلال الفترة المذكورة بحوالي 8,6 في المائة، ساهم بشكل كبير في تخفيف حدة التراجع. خلال الربع الثالث من العام الحالي حققت مجموعة “اتصالات المغرب” رقم معاملات في حدود 7,8 مليار درهم، بانخفاض بلغت نسبته 4,2 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. لكن هذا الوضع لا يعبر كثيرا عن وضع الشركة داخل السوق المغربي، حيث باتت تستحوذ على أزيد من 27,8 مليون زبون بنهاية شتنبر الماضي، وهو ما شكل زيادة بلغت نسبتها 10,9 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك بفضل زيادة عدد الزبناء بالمغرب بحوالي 1,6 في المائة، وكذا بفضل الدينامية التجارية التي أظهرتها باقي الفروع الإفريقية، والتي ارتفع عدد زبناءها بحوالي 36,5 في المائة. في المغرب حققت المجموعة إلى متم شتنبر الماضي رقم معاملات في حدود 18,9 مليار درهم، بانخفاض نسبته 3,4 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، حيث ساهم في هذا الوضع بالضرورة تراجع رقم معاملات الشركة المحقق على مستوى خدمات الهاتف المحمول إلى حدود 14,3 مليار درهم، وذلك بسبب تراجع كبير لأسعار هذه الخدمات، لكن ما قلل من صعوبة الوضع هو ارتفاع عدد مستعملي هذه الخدمة المقدمة من قبل الشركة. أما على مستوى خدمات الأنترينت المحمول من الجيل الثالث، فقد ارتفع عدد زبناء الشركة بالمغرب إلى حدود 930 ألف شخص، ما سمح ل”اتصالات المغرب” بالحفاظ على ريادتها لهذا السوق بالمغرب بحصة في حدود 39,9 في المائة. وعلى مستوى الفروع فقد شهدت نشاط الشركة بموريتانيا تحسنا ملموسا، بعدما ارتفع رقم معاملاتها إلى حدود 895 مليون درهم بزيادة بلغت نسبتها 0,1 في المائة، وذلك بفضل زيادة عدد زبناءها في خدمة الهاتف المحمول. في بوركينافاصو لم يكن أداء الشركة يسير وفق منطق التحسن، فقد حقق فرع الشركة بهذا البلد رقم معاملات في حدود 1,2 مليار درهم، بانخفاض بنسبة 3,9 في المائة، بسبب تراجع أسعار الخدمات المقدمة. وضع كاد أن يفاقم خسائر الشركة لولا أن أداء فرع هذه الأخيرة بمالي خفف من وطأة الخسارة، فقد حقق هذا الفرع رقم معاملات في حدود 1,5 مليار درهم، بزيادة بلغت نسبتها 36 في المائة.