كانت تخطو بقدميها لتدخل المؤسسة التعليمية بنيابة أنفا، يبدو على لباسها أن تنتمي إلى فصيل السلفيين. إمرأة منقبة لم تجد حواجز تحول دون تحقيق المبتغى ، وجدت أبواب المؤسسة يوم الثلاثاء الماضي على الساعة الرابعة زوالا باسطة ذراعيها أمامها ، العون المكلف بالحراسة الذي كان يراقب كل من يمر من وإلى المؤسسة ، لم ينتبه للأمر . لم تتردد المرأة في الدخول تبحث وبكل جرأة عن زوجة لابنها . تقترب من التلميذات، وتسأل عن أعمارهن ، وعن وضعهن الإجتماعي ، خلقت حالة ارتباك واستياء داخل الوسط المدرسي . تلميذات الثانوية التأهيلية اللواتي فوجئن من الطريقة التي اخترقت بها المنقبة أسوار المؤسسة ، وقفن مشدوهات ، وقد تلبس بهن الخوف والرعب من أن أن تكون المنقبة « انتحارية » تنسف الحلم والعمر معا . المشهد الذي أثار فضول الأستاذة، التي اقتربت من « المنقبة »، وأحكمت قبضتها عليها تستفسرها عن الأسباب والمسببات، والتي لم ترغب « المنقبة » في إخفاءها . دون خوف أو تردد قالت « أبحث عن زوجة لإبني » . رفضت الأستاذة تصديق ما تسمع ، عاودت السؤال ثانية ، فجاء الرد بنفس الثقة والحزم ، انتفضت المدرسة في وجه المنقبة دون خجل « انت في عمر كاع ما يبان عليه بأن عندك ولد، آش كتديري هنا ». في الوقت الذي طالبت فيه المدرسة حضور العون حارس المؤسسة والأطر الإدارية ، استغلت المنقبة الموقف لتتسلل وسط التلاميذ وتطلق ساقيها للريح ، وتفر هاربة، وتفشل الإدارة في الإمساك بها وتسليمها للشرطة. وقد تسبب الحادث في وقوع حالة من الهلع والخوف داخل المؤسسة ، التي دفعت العاملين بها إلى دعوة رشيد بلمختار إلى تفعيل « الشرطة المدرسية» بالمؤسسات التعليمية، التي أحدثت للحد من أخطار انتشار المخدرات والإستغلال الجنسي. وفي المقابل وجهوا تحذيرات إلى كل المؤسسات التعليمية بأن تقوم بدور أكبر في ضبط النظام في الساحة ، أثناء فترة الإستراحة أو عند الدخول للأقسام لإفشال كل محاولة اختراق من طرف المتطفلين والغرباء على المؤسسات التعليمية.