الإثنين 4 ماي ستشترون "الأحداث المغربية" أو غيرها من الجرائد اليومية بدرهم إضافي على الدراهم الثلاثة الي تعودتموها سابقا، إذا كنتم من قراء الجرائد المغربية طبعا. الكثيرون سيتساءلون عن السبب؟ الجواب بديهي وبسيط وواضح. الصحافة الورقية المغربية تعيش أزمة ولا أفظع. يتكالب عليها فيها حسب ترتيب الأولويات مستوى المهنة المتردي في الممارسة، وعدم اقتناع المغاربة بأهمية قراءة الجرائد في حياتهم اليومية، ثم العوامل الأخرى التي نشترك فيها مع صحافة العالم أي تراجع الإقبال على الورقي وسيادة الأنترنيت وما إليه من المشاكل الأخرى. لنتحدث بصراحة كالعادة: العديدون وضمنهم منتسبون للميدان، بل وفاعلون أساسيون فيه يقولون إن هاته الزيادة قد تكون رصاصة الرحمة الأخيرة التي قد تطلق على صحافتنا الورقية لأن كل الظروف تقول بأن القارئ المغربي غير مستعد لهاته الزيادة ولا يرى لها لا هي ولا لبعض صحافتنا أي فائدة. هذا الكلام ليس مردودا على أصحابه. فيه جزء غير يسير من الصحة، لأن الميدان أصبح آهلا بالفضوليين وأصحاب المصالح، والمتسلقين، وباعة أنفسهم والمبادئ، وببعض "المسخرين" ممن يحملون أصوات أسيادهم، وبغير قليل من المؤلفة قلوبهم وعقولهم وجيوبهم بطبيعة الحال، المستعدين لتغيير كتف البندقية، بل وتغيير الجسد كله لصالح من يدفع أكثر كل هذا موجود ومع عدد كبير من الأميين وأنصاف المتعلمين وعديمي المواهب ممن تسللوا إلى ميداننا فأهانونه ونزلوا به إلى حضيض الحضيض. لكن كل هذا الركام من العفن لايساوي مقالة واحدة نقية نظيفة مكتوبة من حبر الإتقان والانتماء الفعلي للميدان. نعم، العديدون يريدون إقناعكم أن "كلشي بحال بحال" لكي يداروا عفنهم، لكن أهل المجال مستعدون للتضحية فيه سنوات أخرى إضافية فقط لكي تقتنعوا أن كل هذا الهراء له معنى، وأنه لايساوي فقط أربعة دراهم، بل يساوي أكثر لو وجدنا من يمنح مهنتنا وحرفتنا القيمة التي تستحقها في البلد، لا من يبيعها برخص التراب. لاتنسوا، الصحافة لن تنقرض، ستذهب إلى الأنترنيت ربما. سيقاوم الورقي لفترة ما، ثم سيستسلم، ستبحث الصحافة عن بديل وقد وجدته، وستجد طريقة لتطوير نفسها، ،لن تكون أبدا ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق. ستواصل المقاومة، ذلك قدرها وقدر من ابتلي بها عن حب. الآخرون، الباعة والمشترون لا نتحدث عنهم في هذا المقام. نترك لهم الحضيض الآخر في القادمات من الأيام ملحوظة لها بعض العلاقة بماسبق اختارت وزارة الاتصال احتفاء خاصا من نوعه بيوم الصحافة في البلد من خلال تنظيم يوم دراسي السبت حول واقع الصحافة الإلكترونية في المغرب. الصحافة الإلكترونية، يعني الصحافة باختصار في المستقبل القريب، لذلك وجب التعامل فعلا مع الموضوع بما يكفي من جدية، فمايقع فيه لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال