سيقوم الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، الخميس ، بزيارة للمغرب حيث سيتم استقباله من طرف جلالة الملك محمد السادس، كما سيلتقي برئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، وذلك تمهيدا لعمل حكومتي البلدين، و الذي سينصب على تحديد خارطة الطريق الثنائية للعامين القادمين، على أن يزور فالس في اليوم الموالي، البرتغال، وذلك حسب ما أوردته مصالح الاتصال بديوان الوزير الأول الفرنسي. ليست هذه هي الزيارة الأولى لمانويل فالس الى المغرب، فقد زار بلادنا، يوم كان الشرطي الأول في الجمهورية الفرنسية. أثناء الأزمة الأخيرة بين الرباط و باريس، كان فالس حريصا على عدم التصعيد، و في وسط حكومة يسارية، كان هذا السلوك أقرب الى تصرف ساركوزي اليميني. الحقيقة أنه لا غرابة، فكلاهما مر من منصب وزير الداخلية و الأمن الداخلي في فرنسا، و كلاهما زارا المغرب بهذه الصفة، و عندما تزور المغرب كوزير داخلية، و تطلب المساعدة في أمر ما، أو الاطلاع على هذا الملف أو ذاك، أو ترغب في هذه المعلومة أو تلك، ثم تجد الكفاءة و سرعة الاستجابة مع الفعالية، تتغير نظرتك للمغرب، سواء كنت في اليمين أو في اليسار. خلال زيارة فالس كوزير داخلية الى المغرب٬ كان برفقته على الخصوص المدير العام للأمن الوطني كلود بالان، والمدير العام للدرك الوطني الجنرال جاك مينيو، والكاتب العام في الهجرة والاندماج ستيفان فراتاتشي. الأمر لم يكن صدفة، و اللقاءات امتدت من جلالة الملك الى الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي الضريس، مرورا بأحمد التوفيق وزير الأوقاف و الشؤون الاسلامية. عندما وقف فالس، كوزير أول هذه المرة، أمام نواب البرلمان الفرنسي، ليقول ان المغرب صديق لفرنسا و سنتجاوز هذه الأزمة، لم يصدق كثير من اليساريين الحاضرين اذانهم، و لم يفهموا كيف لوزير أول فرنسي يمثل قوة فرنسا في ماضيها الاستعماري و في حاضرها كواحدة من كبار مجلس الأمن اليوم، أن يكون رده بمثل تلك العبارات الودودة. لاشك أن مانويل فالس عندما رسم على وجهه حينها ابتسامته الخفيفة، كان لسان حاله يقول، ماكل شئ يقال. في فبراير الماضي، خلال استقبال العاهل المغربي بقصر الإيليزيه من قبل فرانسوا هولاند، اتفق رئيسا البلدين على إعطاء دفعة قوية للتعاون بين مختلف القطاعات، على رأسها التعاون القضائي، وأكدا حيوية الشراكة المتميزة التي تربط المغرب بفرنسا، وأعربا عن ارتياحهما للاتفاق الثنائي الموقع في 31 يناير الماضي والذي خلق ظروف تعاون قضائي أكثر فعالية بين البلدين. و قد تم بعد ذلك الاعلان عن برنامج مكثف من الزيارات الوزارية سيمكن من التحضير للاجتماع رفيع المستوى المقبل بين الحكومتين. وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي زار المغرب خلال شهر مارس المنصرم، دعا بدوره إلى تجديد وتطوير العلاقة بين الرباطوباريس بعد خلاف بين البلدين دام لأزيد من سنة، و بعد أن أعلن بنفسه زيارة مانويل فالس للمغرب، أكد أن "العلاقات المغربية الفرنسية ستتخذ منحى جديدا خلال الفترة المقبلة" . و لا يمكن لمانويل فالس الا أن يكون متحمسا للمنحى التصاعدي الذي بدأت تعرفه العلاقات المغربية الفرنسية، خصوصا بعد الأزمة الأخيرة، و لا يمكنه الا أن يردد أيضا ما جاء على لسان وزير خارجية بلده، عندما سألته الصحافة عن شعوره بعد انقشاع الغيوم من سماء العلاقات المغربية الفرنسية، حيث قال مجيبا: علاقة المغرب و فرنسا لا ينبغي لها أن تتوقف، يجب أن تستمر كما كانت، "علاقات الصداقة الوطيدة والثقة".