توقعت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين من مؤسسات مغربية وألمانية مساهمة مشاريع الطاقة الشمسية المركزة في إدماج المناطق المنعزلة في منظومة الاقتصادات الوطنية بدول شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وخلص البحث الذي أخد مشروع نور1 بورزازات كعينة للدراسة إلى أن الاستثمار في الطاقة الشمسية المركزة يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. كما أنه يخلق فرص أعمال للشركات الصغرى والمتوسطة، خاصة التي تعمل في مجال الأشغال العمومية والهندسة بكل فروعها بالاضافة إلى مجال الصيانة. اضافة إلى ذلك، فإن هذه المشاريع ستساهم في بناء صناعة محلية و نقل الخبرة والتكنولوجيا و توفير أرضية مناسبة لإرساء أسس البحث التطبيقي والابتكار في مجال الطاقة الشمسية. ريادة في مجال الطاقات المتجددة بمنطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط أخد المغرب موقعا رياديا في مجال الطاقة الشمسية بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وذلك بعد الإعلان عن مخطط طموح لإنجاز خمس مركبات شمسية عملاقة. ويعتبر الدعم والمواكبة الذي يحظى به هذا المخطط من طرف أعلى سلطة بالبلاد دعامة كبيرة لهذا المخطط الذي يعطيه بعدا إستراتيجيا هاما. و يطمح هذا المخطط، الذي يعتمد على مصادر محلية في إنتاج الطاقة بدل الارتباط بالسوق الخارجي وتحمل تقلباته، إلى تحقيق أرباح على المدى البعيد من خلال استغلال الطاقة الشمسية لإنتاج كهرباء نظيفة. كما يطمح هذا البرنامج المتكامل إلى تخفيف آثار الطاقة على ميزان المدفوعات الخارجية و إدماج الصناعة الوطنية. بعد إعطاء انطلاقة أشغال بناء محطة نور1 من طرف صاحب الجلالة، عرفت دورة الاقتصاد المحلي للجماعة القروية لغسات ومدينة ورزازات ديناميكية وحيوية كبيرتين. فقد توصل فريق البحث إلى أن المشروع قد ساهم في الحد من تدفقات هجرة شباب إقليمورزازات إلى المدن الكبرى كما ساهم في تعزيز الروابط الأسرية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن أشغال بناء محطة نور1 ساهمت في توفير أكثر من 1500 فرصة شغل مباشرة بالمشروع نفسه، نصفها لأبناء المنطقة، علاوة على فرص شغل بالشركات المزودة للمشروع والفنادق وشركات النقل... أهمية إشراك الساكنة المحلية في عملية التخطيط و إرساء ركائز الحكامة رغم أن نسبة كبيرة من الساكنة المحلية تفتخر بمشروع نور 1 وتؤكد أن أغلبيتها، قد استفادت أو ستستفيد من هذا المشروع، إلا أنها اشتكت من عدم إشراكها في مرحلة التخطيط للمشروع وكذلك من شح توفير المعلومات الخاصة بالمشروع. كما أنه وبالرغم من إنشاء لجان لدراسة طلبات الشغل بالمشروع و استشارة الساكنة المحلية بخصوص المشاريع السوسيو-اقتصادية، إلا أن بعض الساكنة اشتكت من غياب الحكامة في اختيار المشاريع، بل في انتقاء الدواوير للاستفادة من هذه المشاريع. ويسود قلق وسط الساكنة حول معلومات مغلوطة بخصوص المشروع خاصة في ظل ما يصفه السكان بشح المعلومات المتوفرة . تجدر الإشارة إلى أن محطة نور 1 ستستعمل تقنية التبريد الرطب، التي تحتاج إلى استهلاك كميات مهمة من المياه، بينما ستستعمل محطتا نور 2 ونور 3 تقنية التبريد الجاف وهو ما سيقلص من استهلاك مياه سد المنصور الذهبي. رغم ذلك فإن نسبة كبيرة من الساكنة المحلية تشعر بالرضى وتؤمن أن نور 1 هو مشروعها وساهم في إعطاء إشعاع لمنطقة غسات على الصعيد الوطني خاصة بعد توالي الزيارات الميدانية التي قام بها الملك محمد السادس للمنطقة. ويؤكد بعض المستثمرين بالمنطقة أن مشروع من حجم مركب الطاقة الشمسية نور بورزازات بإمكانه تغيير الإقليم بأكمله، لكنهم يؤكدون أن استفادة الساكنة والشركات المحلية من هذا المشروع تبقى رهينه بقدرة الساكنة والقطاع الخاص على الاستجابة للشروط ودفتر التحملات الخاصة بالعمل بالمشروع أو بتزويد المشروع بالمواد والخدمات. صاحب إحدى المقاولات الصغرى بالمنطقة عزى عدم استفادة الشركات الصغرى من المشروع إلى ضعف قدراتها الإنتاجية وغياب المواكبة من طرف الإدارة. كما يعترف أن المشروع دفع مجموعة من الشركات الصغرى وأصحاب المهن حرة إلى خلق تعاونيات إنتاجية أو تكتلات للتعاونيات. من جهة أخرى تخشى بعض الفئات التي تعتبر نفسها غير مستفيدة من المشروع من احتمال تدهور قدرتها الشرائية أمام ارتفاع أسعار السلع والخدمات، كالكراء، الناجمة عن زيادة الطلب. المصطفى جامع: خبير لدى معهد منارس للأبحاث والإستشارة بوريس شنك: خبير لدى منظمة جرمان واتش