هل السلفيون مقتنعون حقاً بالديمقراطية، أم أن ما يفعلونه الآن مجرد تكتيك مرحلي لتدمير وإحراق سلم الديمقراطية بعد استخدامه فى الصعود؟، وبما أن الإنسان حيوان تاريخي أكد علماء الاجتماع أنه الكائن الوحيد الذي دوَّن تاريخه وكتبه وحكاه، فمن المؤكد أن فى رصد مواقف السلفيين من الديمقراطية ذكرى تنفع المؤمنين. في مجلة التوحيد، الناطق الرسمى باسمهم فى العدد (6) ص30 المجلد 20 وتحت عنوان «شخاشيخ الأطفال» بقلم أ. د/ إبراهيم هلال يقول: «ليس فى الإسلام مدة محددة يحكم فيها الحاكم المسلم، وإنما حين يبايع بالحكم بانتخاب أو عن طريق اختيارات أهل الحل والعقد، فإن مدته لا تنتهى إلا بوفاته مهما طالت أو بعجزه لمرض لا يستطيع معه مباشرة هذه المسؤولية، فليس هناك حاجة لأن يجدد انتخابه، ولا أن يفتح الباب له ولغيره لانتخاب من جديد»، وفى العدد (5) ص 6 المجلد 23 وتحت عنوان «العلمانية ردة عن الإسلام» بقلم صفوت الشوادفى يقول: «الإسلام برىء من الديمقراطية، فإنها ضلال وفساد»، ويكرر مفهومه هذا في العدد (6) ص6 المجلد 29 وتحت عنوان «أنصار السنة والانتخابات» يقول: استطاع النساء دخول مجلس النواب 1953، وذلك بفضل الغمزات والهمزات. الديمقراطية في ميزان الله جاهلية. تداول السلطة مفهوم غربي النشأة لا علاقة للإسلام به وللحاكم أن يستمر فى الحكم مدى الحياة. نسبة العمال والفلاحين نسبة ظالمة والعدل يقتضي أن يخصص نصف مقاعد مجلس الشعب لعلماء الأزهر الشريف ونصفها الآخر للخبراء والمتخصصين فى جميع المجالات. في العدد4 ص 46 المجلد 31 وتحت عنوان «الإسلام الديمقراطى» تقول مجلة التوحيد: الإسلام الديمقراطي معناه: - أن يكون المسلم مفرغا من دينه فلا يعلم ولا يعمل ولا يدعو. - ألا تقوم لعقيدة الجهاد قائمة. - أن ينشغل المسلم بنفسه ولا يسأل عن أخيه ولا يفكر فى دعوة غيره إلى الإسلام. وفى العدد 406 ص 32 المجلد 34 وتحت عنوان من روائع الماضى مقال بعنوان «أنصار السنة والانتخابات» جاء فيه: إقامة الأحزاب حرام بصريح القرآن!! ننتقل من المكتوب إلى المسموع، يقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم: الأصل في دخول الدعاة البرلمان المنع لأنه في الدخول مفاسد كثيرة وتنازلات عديدة. وأن هذا الطريق شره أكبر من خيره، وأن ذلك رأي ابن باز، وابن عثيمين، والألبانى. ويقول: معظم العلماء السلفيين يرفضون الدخول فى لعبة الديمقراطية والبرلمانات، فالديمقراطية سراب «منقول من سلسلة حول دخول البرلمان نظرية السيادة». أما الداعية محمد حسين يعقوب، فينتقد نظام الديمقراطية والبرلمان والانتخابات ويقول إنه مخالف للمنهج السلفي «من شريط العزلة وطلب الآخرة»، وكذلك الشيخ محمد حسان يقول: «يجب على المسلمين، وفوراً، أن يعودوا إلى الإسلام، وأن يكفروا بجميع قوانين البشر، من ديمقراطية و... و.. إلى آخر هذه القوانين الكافرة التي نحت شرع الله عز وجل، وأعلت شرع البشر على شرع الله جل وعلا، يجب على جميع المسلمين – وأنت واحد منهم- ألا يذعنوا لهذا القانون على قدر ما استطاعوا. (من شريط المستقبل لهذا الدين)». أما الشيخ أبوإسحاق الحوينى فيقول إن «الديمقراطية والانتخابات والأحزاب حرام في حرام». من شريط «الأسئلة السودانية حول الدعوة السلفية». السؤال للإخوة السلفيين: هل الديمقراطية أصبحت جميلة ورائعة وصارت هي الحضن والملاذ فجأة؟ (*) كاتب مصري