لم يمض وقت طويل حتى بدأ مغاربة العالم يحصدون مازرعه المتطرفون في نفوس الأروبيين من خوف ورعب وصورة مغلوطة عن الإسلام والمسلمون، إذ لجأ العديد من المهاجرين المغاربة إلى تغيير أسماء بناتهم من اسم "جهاد" إلى أسماء جديدة لا توحي ب"الإرهاب"، حتى لا يواجهن مشاكل مع أصدقائهن في المدرسة، الذين باتوا ينعتونهن بالمعنى المتطرف للاسم، لتتحول حياتهن إلى جحيم. أحمد مهاجر مغربي اضطر إلى تغيير اسم ابنته "جهاد" التي رأت النور بمدينة ماتشيراطا الإطالية، إذ كشفت صحيفة «الفاتو كوتيديانو» الإيطالية مؤخرا، من مكتب السجل المدني بمدينة ماتشيراطا الواقعة جنوبإيطاليا، أن أحمد قدم طلب لتغيير اسم ابنته لتجنب تعرضها للتمييز من رفقائها في المؤسسة التعليمية التي تدرس فيها. جهاد البالغة من العمر عشر سنوات لم تكن تظن يوما أن اسمها سيصبح مرادفا للإرهاب على الأقل من وجهة نظر من يخلط بين المعنى الحقيقي والسلبي للكلمة وأنها ستضطر لتبديله ب «جادا» وهو الاسم الجديد الذي أصبحت تحمله. وقال والد "جهاد" إن" الاسم شائع في المجتمع الإسلامي لكن المفاهيم تغيرت على ماكانت عليه في السابق، حيث أصبح الاسم لصيقا بالتطرف". وأضاف المهاجر المغربي "ابنتي مندمجة في المجتمع الإيطالي وهي من طلبت مني تغيير اسمها". في السياق ذاته تقدم إيتوري فوسكو عمدة بلدة أوبيرا بالقرب من العاصمة الاقتصادية ميلانو باستفسار إلى والد رضيعة عن سبب اختياره «جهاد» في مسعى منه لمعرفة إن كان الأب المغربي يعلم بمعنى الاسم. وقال العمدة المنتمي لرابطة الشمال المعادية للمسلمين إنه بحث عن معاني الكلمة واكتشف أنه لا يعني بالضرورة «الحرب المقدسة» كما يتم تداوله في الإعلام مشيرا إلى أن الأمر لا يجب الاستهانة به ويجب معرفة توجهات هؤلاء الآباء الذين يطلقون هذا الاسم، إن كانوا يحملون أفكارا متطرفة، على حد قوله إلى ذلك تقدم البرلماني أنجيلو دي أليساندري المنتمي لرابطة الشمال بسؤال شفوي لكاتب الدولة في الداخلية ميكيلينو دافيكو لاستفسار حول قضية أبوين يقيمان بمدينة ميراندولا (شمال إيطاليا) اختارا اسم "جهاد" لطفليهما . وقال دافيكو إن المصالح المعنية قامت بالتحريات اللازمة التي أبانت أنهما لا يعتنقان أفكارا متطرفة ولا يشكلان تهديدا على الأمن العام بالبلاد.