«سنعمل داخل قناة تمازيغت على برمجة جميع هذه الأفلام على شاشتنا، هذا وعد مني حتى نبرهن على مدى انخراطنا في تشجيع المواهب الشابة المبدعة». الوعد، التصريح هنا لمحمد مماد مدير القناة الثامنة تمازيغت خلال الكلمة التي ألقاها على هامش اختتام فعاليات مهرجان «إسني ن وورغ» في دورته الخامسة بأكادير. كلمة سبقت بلحظات قليلة الإعلان من قبل ممثلة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عن حجب جائزة المعهد والتي تتوج الفائزين في مسابقة الفيلم القصير بالمهرجان. ما قاله محمد مماد حول القناة أمام جمهور أكادير، كان لحظة مهمة في علاقة مماد بجمهور تمازيغت. جمهور يعرف فقط أن هناك في الرباط قناة أمازيغية تنشد الرقي بلغته وبهويته وبثقافته وتنهض بها على أصعدة مختلفة. وأن هذه القناة هي المعبر الوحيد للنهوض بكل ما يمت للفعل الأمازيغي بصلة، لذا كان جليا أن ما سيقوله مماد في هذا الحفل الختامي سيكون بمثابة لحظة بوح صريح واعتراف من المدير، بل واستعراض من المدير المركزي للأمازيغية للخطوط العريضة التي تهم القناة التي رأت النور قرابة العام والنصف الآن. فقد اغتنم مماد الفرصة للحضور أمام الجمهور الأكاديري كي يفصل أمامهم أهم المحطات التي قطعتها تمازيغت والإكراهات التي تعترض سبيل وصولها إلى تحقيق الرضا التام من قبل الجميع. كما أبرز في خطوة صفق لها الحضور على أن تمازيغت استطاعت أن تنقذ نفسها من الباب المسدود بفضل الإبداع السوسي. هذا الإبداع الذي أقر به مماد والذي لا يختلف حوله اثنان بأن منطقة سوس كانت دائما رائدة على مستوى الإنتاج التلفزيوني والسينمائي. وهو ما أهلها لكي تكون في صدارة الإنتاج الوطني والذي نافس الإنتاج الناطق بالعربية منذ عدة عقود من الآن. إنتاج المبدعين من سوس ومن الأطلس وحتى من الريف لابد من تشجيعه. ومنطلق التشجيع يجب أن يكون من خلال التلفزيون الرسمي الوطني. ومن هنا أصبح لزاما على قناة تمازيغت، التي تتبع للقطب العمومي وتستفيد من دعم الدولة، أن تساهم في خلق صناعة تلفزيونية جديدة تفتح الأبواب أمام الطاقات الإبداعية الشابة من كل مناطق المغرب. شرط أن تكون هذه الإبداعات تنفتح على الهوية واللغة الأمازيغية في كل تجلياتها الواسعة. ومن ثم ستتحقق فلسفة هذا التلفزيون الذي يقول عن نفسه إنه وطني ويهتم بكل ما يمس الإنسان المغربي في حياته. وهو سيتحقق جليا إن تم الإيفاء بالوعد الذي قطع بعد أن اختارت القنوات المغربية العتيقة الأخرى «التمياك» ونهج العزف على وتر عدم إيلاء ما يكفي من الاهتمام المستحق لكل ما يمت للهوية الوطنية الأمازيغية بصلة خاصة فيما تعلق بالإبداع السينمائي أو التلفزيوني الأمازيغي. إن ما صرح به مماد يعد مهما جدا. مهم لأن هذا التصريح وعد يقطعه الرجل على نفسه. وثانيا فإنه يفتح الباب أمام الشباب لكي يعيدوا التشبث بخيط رفيع يكون بمثابة القنطرة التي ستعرفهم بالآخرين وستعرف بالأساس بإبداعاتهم حتى لا تبقى حبيسة منطقتهم ومحيطهم الهاوي. ومن شأن هذا الوعد أن يفتح آفاق جديدة لهؤلاء الشباب الذين يشكون قلة الإمكانيات المادية لبلورة أفكارهم صوتا وصورة. كما أن ذلك سيشجع كثيرا على بذل المزيد من العطاء. ومن شأنه أساسا أن ينسي شباب إيمازيغن ما أقدم عليه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عند حجبه لجائزتهم دون أن يأخذ في الحسبان الخيبة والإحباط النفسي الذي تسبب فيه لحظتها. إحباط لعزائم هؤلاء الشباب الذي كان يمني النفس بدفعة معنوية أكثر منها مادية كي يواصل نحو الأمام, لكنه خاب أمله لتعود إلى أذهانه فرضية تكرار نفس تجارب الانكسارات والهزائم التي كان يعتقد أن عهدها ولى من حيث لا يعود. حسن بن جوا