أكد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، مساء امس الخميس ببوردو، أن المعركة ضد معاداة السامية لا تنفصل عن معركة التصدي لمعاداة الإسلام. وأضاف أزولاي، الذي كان يتحدث خلال ندوة في موضوع "كيف نتعلم العيش معا ؟" نظمتها جمعية الضفتين، بتعاون مع ألبير روش رئيس المجلس التمثيلي الاقليمي للمؤسسات اليهودية لمنطقة أكيتان، أنه "من غير المقبول أخذ الإسلام كرهينة بين أيدي أقلية من المتطرفين، والخلط بينه وبين العنف"، داعيا، في هذا الصدد، إلى الكف عن تسييس الدين واستغلاله في بث الرعب وإراقة الدماء. وشدد أيضا، خلال هذه الندوة التي شارك فيها كذلك الوزير الأول الفرنسي الأسبق ألان جوبي عمدة مدينة بورو، على ضرورة الإيمان الجماعي بفضاء المواطنة المشتركة، والحرية والمساواة، ضمن إطار الاحترام المتبادل، وقيم التعددية والتنوع والحداثة. وأكد أزولاي أن قيم العيش المشترك تقتضي ردم الهوة بين أوروبا والعالم الإسلامي بما يسهم في تبادل المعارف والثقافات، داعيا إلى التحرك والتعبئة من أجل معرفة موروث وثقافة الآخر. من جهته، شدد ألان جوبي على أهمية التعايش والحوار بين الأديان والثقافات من أجل النهوض بقيم العيش المشترك، وتشجيع المعرفة المتبادلة، متسائلا : كيف لفرنسي مسلم أن يفهم ويتفاعل مع فرنسي مسيحي دون معرفته بتاريخ الكنائس ؟، وكيف لهذا الأخير أن يتعايش مع مواطنه المسلم وهو يجهل تاريخ وقيم الإسلام ؟. ودعا، في هذا السياق، إلى نبذ العنف وعدم القبول بالتعبيرات التي تنم عن كراهية وفكر ظلامي. وسلطت هذه الندوة، التي أدارها المحلل السياسي جان بيتو، الضوء على الروابط المتميزة التي نسجت عبر التاريخ بين مدينة بوردو والمغرب.