ما فتئت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وجهة الأندلس (جنوب إسبانيا)، التي تساهم بنحو 13 في المائة في الناتج الداخلي الخام الإسباني، تتطور في السنوات الأخيرة بفضل انفتاح السوق المغربية والاهتمام الذي يوليه عدد من القطاعات التنافسية بالمملكة. ونمت المبادلات التجارية بين المغرب وجهة الأندلس ب186 في المائة في ظرف 10 سنوات وانتقلت من 527 مليون أورو سنة 2003 إلى 1,5 مليار أورو في 2013، بحسب آخر الأرقام الصادرة عن الوكالة الأندلسية للترويج الخارجي، والتي عممت بمناسبة المنتدى الاقتصادي والمقاولاتي بين الطرفين، الذي انطلقت أشغاله اليوم السبت بإشبيلية بمشاركة عدد كبير من أرباب المقاولات المغاربة والأندلسيين. وبالمثل، ارتفعت صادرات الأندلس إلى المغرب بشكل ملحوظ في العقد الماضي لتصل إلى 1,1 مليار أورو في سنة 2013، مقابل 200 مليون أورو سنة 2003، أي بزيادة مهمة قرها 441 في المائة. وبحسب الوكالة الإسبانية للترويج الخارجي، فإن المغرب، البلد الذي تربطه بهذه الجهة علاقات "اجتماعية وثقافية وتجارية جد متينة"، يشكل بالنسبة للمقاولات وغرف التجارة بالأندلس "سوقا جذابا للغاية". وبالتالي فإن المغرب يعد سابع أكبر وجهة عالمية لصادرات جهة الأندلس التي تحتل المرتبة الثانية بين الجهات الإسبانية من حيث حجم الصادرات إلى المملكة. وتتميز الصادرات الأندلسية نحو المغرب بتنوعها، وتهم بالخصوص المواد التجهيزية، والمنتجات الصناعية، والمعدات الإلكترونية، وعربات النقل، والطاقة، والخشب ومنتجات الصناعة الكيميائية، فيما تشمل المواد المستوردة من المغرب، على الخصوص، سلع التجهيز، والمنتجات الغذائية، والطاقة، والمواد الأولية، والسلع الاستهلاكية. وحضر حفل افتتاح المنتدى الاقتصادي والمقاولاتي بين الغرب وجهة الأندلس السادة خوصي سانشيز مالدونادو، المستشار المكلف بالاقتصاد في حكومة الأندلس، ومحمد فاضل بنيعيش، سفير المغرب إلى إسبانيا، ومريم بن صالح شقرون رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وخافيير غونزاليس لارا، رئيس اتحاد أرباب العمل بالأندلس. ويروم المنتدى، المنظم بمبادرة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب وحكومة الأندلس، تعزيز العلاقات التجارية واستكشاف فرص الاستثمار بين المغرب وجهة الأندلس، كما يهدف إلى إطلاع المقاولين الأندلسيين على عروض الاستثمار المتاحة في جميع القطاعات الاقتصادية المغربية، وفوائد ومزايا انفتاح النسيج المقاولاتي المغربي على السوق الإفريقية. ويتضمن برنامج هذا الحدث، تقديم عروض حول فرص الأعمال بالمغرب والأندلس، لاسيما في القطاعات التي تهم الطرفين، إلى جانب لقاءات ثنائية بين المهنيين المغاربة ونظرائهم الأندلسيين.