أكد وزير السياحة لحسن حداد، أمس الخميس، أن المغرب يقوم، منذ سنوات، بجهود من أجل تطوير بنياته التحتية السياحية خاصة في شمال البلاد بهدف الاستجابة للطلب المتنامي لملايين السياح الذين يزورون المملكة سنويا. واستعرض حداد، خلال ندوة صحافية على هامش الدورة 35 للبورصة الدولية للسياحة بميلانو، الإنجازات التي تحققت في هذا المجال، مبرزا الاستراتيجيات القطاعية المعتمدة لجذب مزيد من السياح في المستقبل، خاصة من إيطاليا التي ما فتئ عدد سياحها يزداد مع مرور السنوات. وذكر حداد، في هذا الصدد، أن عدد السياح الإيطاليين الذين زاروا المغرب انتقل من حوالي 340 ألف في 2012 ليفوق 390 ألف في 2013 ويتجاوز في 2014 عتبة 400 ألف سائح. وأشار السيد حداد، الذي اعتبر أن إيطاليا توجد من بين الأسواق الستة الهامة التي ينجذب سياحها نحو المملكة، إلى أن الهدف يتمثل في جذب 500 ألف زائر إيطالي على المدى القصير ومليون سائح على المدى البعيد. وبعد أن أبرز غنى التراث الثقافي للمملكة وتقاليدها في مجال الطبخ ومؤهلاتها السياحية، تحدث الوزير عن التحولات التي عرفتها المملكة في كافة المجالات، مشيرا، بالخصوص، إلى "التفاوتات واسعة النطاق" التي تشكل العائق الرئيسي لتطوير قطاع السياحة المغربية. وسجل أن "المغرب هو واحة للسلم، وبلد مستقر، ومنفتح ومتسامح". وبالنسبة حداد فإن تطوير السياحة يتعين أن يكون "محفزا على الانفتاح متيحا للشعب فرصة الاختلاط، والمعرفة والتقدير"، مضيفا "هذه هي أفضل وسيلة للسلم التي يمكن أن توجد في العالم"، داعيا "كافة الفاعلين والصحفيين والمهنيين إلى مضاعفة الجهود الرامية إلى تشجيع وتطوير السياحة". وقبل بضعة أيام على توجهه إلى ميلانو، أجرى حداد، خلال اليوم الأول للبورصة الدولية للسياحة، سلسلة من المباحثات مع المهنيين الإيطاليين. وكان أشار إلى أن أزيد من 10,2 مليون سائح زاروا المغرب في عام 2014، ما يعادل زيادة تقدر ب2,4 في المائة مقارنة مع عام 2013. وأبرز، بهذه المناسبة، محاور مخطط العمل الذي اعتمدته الوزارة بهدف مواجهة التقلبات التي تعرفها الأسواق السياحية التقليدية للمملكة، وخاصة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وأشار إلى أن هذا المخطط يهدف إلى مواصلة تنفيذ الأهداف المتضمنة في إطار الاستراتيجية الوطنية في المجال. من جهتها، قالت مندوبة المكتب الوطني للسياحة جازية السنتيسي، إن المكتب يعتزم في سنة 2015 مواكبة إعجاب الزوار الإيطاليين بالمغرب من خلال تحسين معرفتهم الثقافية والتاريخية بالمغرب، مشددة على طابع الاستقرار الذي تتميز به هذه الوجهة السياحية. وبخلاف السنوات السابقة، ستستهدف استراتيجية المكتب المدن التي يقدم منها السياح الايطاليون كبرسيا وفيرون وبادوفا. وذكرت أن "الأعمال التي نخصها بالأولوية تتمثل غالبا في القواسم الثقافية بين البلدين كالطبخ والفن السينمائي والصناعة التقليدية"، مضيفة أن مشاركة المغرب كضيف شرف بالعديد من المهرجانات الثقافية الإيطالية يعد أيضا رافعة جيدة للتعريف بغنى المغرب وتاريخه. ويشارك في الدورة 35 للبورصة الدولية للسياحة بميلانو، التي تنظمها مجموعة (اكسبوكتس) التابعة ل(فييرا دي ميلانو)، ألف عارض من 100 دولة. وعلى مساحة 86 ألف و200 متر مربع موجهة للسياحة والأنشطة الترفيهية المقترنة بها، يحضر المغرب هذه التظاهرة برواق على مساحة 108 متر مربع من خلال شاشات تفاعلية تبرز الوجهات السياحية الرئيسية بالمغرب.