باريس 11 يناير (رويترز) – سينضم عشرات من الزعماء الأجانب بينهم عرب ومسلمون إلى مئات الالاف من الفرنسيين في مسيرة بباريس اليوم الأحد لتكريم ضحايا هجمات نفذها إسلاميون متشددون الأسبوع الماضي. وستكون المسيرة التي ستبدأ الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت جرينتش) صامتة وستعبر عن التضامن وكذلك الشعور بالصدمة الذي ساد في فرنسا والعالم بعد أسوأ هجوم ينفذه إسلاميون متشددون في مدينة أوروبية منذ تسع سنوات. وقتل 17 شخصا بينهم صحفيون وأفراد شرطة خلال ثلاثة أيام من العنف الذي بدأ بهجوم بالأسلحة النارية على صحيفة شارلي إبدو الساخرة يوم الأربعاء وانتهى بخطف رهائن في متجر للأطعمة اليهودية يوم الجمعة. وقتل أيضا المسلحون الثلاثة الذين نفذوا الهجمات. وستكون قوات الأمن على أهبة الاستعداد للمسيرة التي سيشارك بها نحو 40 من رؤساء الدول والحكومات. وستشارك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي في المسيرة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند. ومن المتوقع أيضا مشاركة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس "ستكون مظاهرة لا سابق لها سيحكى عنها في كتب التاريخ." وأضاف "ينبغي أن تكون استعراضا لقوة وعزة الشعب الفرنسي الذي سيهتف بحبه للحرية والتسامح." ومن ناحية أخرى قالت مصادر تركية وفرنسية إن امرأة كانت الشرطة الفرنسية تلاحقها كمشتبه بها في الهجمات غادرت فرنسا قبل عدة أيام من الهجمات ويعتقد أنها في سوريا. وبدأت الشرطة الفرنسية عملية بحث مكثفة عن حياة بومدين (26 عاما) وهي شريكة أحد المهاجمين ووصفت بأنها "مسلحة وخطرة". لكن مصدرا مطلعا على الوضع قال إن بومدين غادرت فرنسا الأسبوع الماضي وسافرت إلى سوريا عبر تركيا. وأكد مسؤول تركي كبير هذه الرواية وقال إنها مرت عبر اسطنبول في الثاني من يناير كانون الثاني. وذكر مسؤول أمني تركي كبير أن باريس وأنقرة تتعاونان الآن في محاولة لتعقبها لكنه أضاف أنها وصلت إلى اسطنبول دون أي تحذير من فرنسا. وقال المصدر التركي "نعتقد أنها في سوريا في هذه اللحظة لكن ليس لدينا دليل على ذلك. على الأرجح هي ليست في تركيا." وفي فرنسا شارك مئات الالاف أمس السبت في مسيرات للاحتجاج على الهجمات. وحمل الكثير من المشاركين لافتات كتب عليها "أنا شارلي" في إشارة إلى الصحيفة التي قتل فيها 12 شخصا بينهم عدد من أشهر رسامي الكاريكاتير في الصحيفة يوم الأربعاء. وقالت بييرين (29 عاما) وهي حامل خلال مسيرة في مدينة نيس "أريد لطفلي أن يولد في عالم أفضل." وستكون وسائل النقل العام في باريس بالمجان اليوم الأحد. وفي إطار العملية الأمنية الضخمة سيحمي أفراد الشرطة الذين يرتدون الزي المدني الشخصيات البارزة وسيتمركز قناصون على الأسطح على طول الطريق من بلاس دو لا ريبوبليك إلى بلاس دو لا ناسيون. وقال وزير الداخلية برنار كازنوف "ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان سلامة من يريدون المشاركة في هذا الحدث." لكن مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف – والتي من المتوقع أن تحصل على دفعة في استطلاعات الرأي بعد الهجمات – قالت إن حزبها سيقاطع مظاهرة باريس وسيشارك بدلا من ذلك في مسيرات محلية. واتهمت الحكومة الاشتراكية بمحاولة استغلال ما حدث للحصول على قدر أكبر من الدعم.