لم يعد الأمر يحتمل السكوت، بعد أن وصلت الخسارة التي تكبدتها الشركة الموزعة إلى قرابة مليار سنتيم، لمؤسسة تشغل قرابة 300 عامل. لذلك تحركت الآلية الأمنية لضبط إحدى أكبر عمليات تزييف أقلام الحبر الجاف، ذات الأصل الفرنسي. انتظرت «شركة ماباف» باعتبارها ممثلا للشركة الفرنسية المنتجة لأقلام الحبر الجاف «رينولد» فرصة الدخول المدرسي، لترويج مخزونها من الأقلام المستوردة من فرنسا. لكن تجارة الموزع باءت بالفشل ليظل مخزون الأقلام الأصلية قابعا بمخازن الشركة بليساسفة. جولة للممثل القانوني للشركة الموزعة بالمغرب كشفت المستور، عندما بلغ إلى علم «ماباف» التي َتَحوزُ تفويضا يخول لها «اتخاذ كافة الإجراءات القضائية في حالة ثبوت تزييف علامتها التجارية»، بعد أن قامت شركة «رينولد» الفرنسية، باعتبارها مالكة للعلامة التجارية «reynolds»، بتسجيل علامتها بالمغرب لدى «المكتب المغربي لحماية الملكية الصناعية والتجارية» تحت عدد 485145. لكن هذا الإجراء لم يمنع من أن تقف الشركة الموزعة على منتجات من أقلام الحبر من نفس العلامة تروج بأسواق البيضاء بثمن أقل من الثمن الذي يسوقها به الموزع المعتمد. منتوج مزيف ومُقَلد للمنتوج الأصلي، يتطابق من حيث الشكل والاسم والعلامة مع المنتوج الأصلي للشركة الفرنسية، و«يظهر بشكل جلي من خلال مقارنة العينة الأصلية والعينة المزيفة من أقلام «رينولد». أَمْرٌ اعتبرته شكاية تقدم بها دفاع شركة «ماباف» بتاريخ 15 شتنبر الجاري إلى النيابة العامة بالمحكمة الابتدئية بعين السبع، «فعلا إجراميا يضر بمصالح الشركة، ويعد تزييفا لعلامة تجارية مسجلة»، كما وصفت الشكاية عملية الترويج ب «المنافسة غير المشروعة». أحالت النيابة العامة على مصلحة الضابطة القضائية بأمن الفداء شكاية الشركة المتضررة من التزييف، فانتقلت العناصر الأمنية إلى قيسارية السلام بطريق مديونة، وقبل عملية مداهمة المحلات التجارية كان الممثل القانوني للشركة قام بجولة ببعض محلات القيسارية المذكورة، اقتنى خلالها عبر «وسيط» علبة من الأقلام المزيفة لاثبات حالة التلبس بترويج بضاعة مزيفة، تحمل العلامة نفسها. علبة من 4000 قلم حبر بثمن أقل وبجودة منعدمة، لعلها الفارق الوحيد الذي يميز المنتوج الأصلي عن المزيف. وما أن وصلت عناصر الشرطة إلى المحلات المستهدفة بالمداهمة حتى سارعت محلات أخرى إلى التخلص من المنتوج المزيف من مخزونها برميه في الشارع، في الوقت الذي تعذر فيه الوصول إلى المخزن الرئيسي للبضاعة المزورة، التي تم ضبطها بمحلات بكل من منطقة كراج علال والحي التجاري درب عمر، حيث كانت الأقلام المزيفة تروج ب 4 محلات، تم الحجز على البضاعة الموجودة من الأقلام، بثلاثة منها، في الوقت الذي تخلص فيه المحل الرابع من البضاعة قبل وصول عناصر الشرطة إليه. عملية مكنت من اعتقال «الوسيط/السمسار» الذي كان يوصل الأقلام المزيفة إلى المحلات التي تروجها بالجملة، فيما تمت متابعة التجار في حالة سراح. ولم يتم التوصل إلى مستورد الأقلام المزيفة من دولة الصين، التي تصنع بها هذه الأقلام، كما لم يتم تحديد الكميات التي تمت صناعتها وترويجها من الأقلام المزيفة، ولا حجم تداولها، حيث عملت المصالح الأمنية على حجز الآلاف من الأقلام المزيفة. لكن التساؤل الذي ما فتئ الممثل القانوني للشركة الموزعة يطرحه، هو دور مصالح الجمارك بميناء الدارالبيضاء، ومسؤوليتها في حماية المنتوجات الأصلية، بعد أن غزت الأسواق كميات كبيرة من أقلام الحبر الجافة، والمواد الاستهلاكية المقلدة، بطريقة رديئة، والمروجة بثمن أقل، حيث يبقى الخاسر الأكبر في العملية هو المستهلك الذي يتعرض للتدليس في غياب الحماية، ناهيك عما تتكبده الشركة الموزعة للأصلي من خسائر.