أكد المشاركون في لقاء اقتصادي نظم مساء الثلاثاء بمعهد العالم العربي بباريس أن المغرب يفرض نفسه أكثر فأكثر كمركز مالي بإفريقيا، مما سيتيح له جلب الرساميل والاستثمارات لفائدة التنمية بالقارة الافريقية. وسلط المشاركون من مسؤولين ماليين ومسيري كبريات الابناك المغربية خلال اللقاء الذي نظم في موضوع "المغرب ، قطب مالي جديد" الضوء على الارضية المالية للقطب الماليبالدارالبيضاء التي من شأنها تمكين المغرب من التموقع على الصعيدين الاقليمي والدولي. وأكدوا أن القطب المالي للدار البيضاء يعمل على جلب وتشجيع المؤسسات والمستثمرين الدوليين من أجل الاستثمار، ونقل أنشطتهم الى افريقيا الشمالية والغربية والوسطى من خلال اختيار الدارالبيضاء كبوابة نحو هذه المنطقة. وأبرز الرئيس المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء (كازا فاينانس سيتي) سعيد الابراهيمي على الحضور الهام للمالية المغربية بإفريقيا حيث استقرت أبناك مغربية على مستوى القارة، مضيفا أن المغرب يتجه بشكل طبيعي ليصبح مركزا ماليا بإفريقيا، حيث أحدث قطبا ماليا حقيقيا يضم المقاولات المالية، ومقدمي الخدمات المهنية ، ومقرات إقليمية ودولية للشركات متعددة الجنسية. وقال انه على عكس مناطق أخرى من العالم التي تضم عددا من المراكز المالية ، تظل افريقيا تعاني من نقص في هذا المجال حيث لا تتوفر سوى على أرضيتين في هذا الميدان، مشيرا الى أن القطب المالي للدار البيضاء جاء لإغناء العرض المالي واقتراح خدمات مالية لفائدة المقاولات المغربية والافريقية . من جانبه أكد المدير العام للتجمع المهني للابناك بالمغرب الهادي شايبعينو أن القطب المالي للدار البيضاء هو ثمرة عمل متشاور بشأنه بين المسؤولين الاقتصاديين ومهنيي المالية بالمغرب، معتبرا أن الامر يتعلق بأرضية متعددة الاختصاصات تمكن الفاعلين الاقتصاديين الافارقة في مجال التنمية من خدمات مالية في مجال التأمين والخبرة. من جهته أشاد المدير العام لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية ابراهيم بنجلون التويمي بالسياسة المالية والنقدية للمغرب والتي مكنت المملكة من البقاء في منأى عن التقلبات المالية الدولية والتموقع بالتالي كفاعل مالي ذي مصداقية ومؤثر على الصعيد الافريقي. وأبرز التقدم المسجل في مجال تعميم الخدمات البنكية بالمغرب ،مشيرا الى أن معدل البنكنة بالمغرب انتقل من 20 في المائة قبل خمس عشرة سنة الى أزيد من 60 في المائة حاليا . وتوزعت أشغال اللقاء، الذي نظم في إطار التظاهرة الحدث (المغرب المعاصر)، حول "الرهانات الاساسية للتنمية الاقتصادية بالمغرب" على ست موائد مستديرة، بمشاركة الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة للمغرب، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والمركز المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب تصدير). وتناول المشاركون خلال اللقاء مواضيع أخرى، من بينها "المغرب، قطب مالي جديد" و"السياحة في المغرب". وشارك في هذا اللقاء، الذي نظمه معهد العالم العربي بباريس بشراكة مع سفارة المغرب بفرنسا، والغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة للمغرب، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والمكتب الوطني المغربي للسياحة، و(المغرب تصدير) ودار الصانع، عدد من الوزراء ومسؤولي المؤسسات العمومية، ومصرفيون، وفاعلون اقتصاديون مغاربة وفرنسيون.