بالرغم من كون نادية وكريمة مارستا الجنس بطريقة شاذة خلال فترة المراهقة، إلا أن كل واحدة منهما استطاعت أن تحافظ على بكارتها التي تمثل رمز شرفها وعفتها، أمام المحيط الاجتماعي الذي تعيشان فيه، حيث مسحت دماء البكارة كل الإشاعات التي كانت تروج حولهما، حينما تمكنتا من الزواج وإبقاء هذا السر حبيس صدريهما بعيدا عن علم زوجيهما. عاشت خلال مراهقتها حياة مختلفة عن باقي الفتيات في مثل سنها، واللواتي كن يعانين من الرقابة الصارمة التي يفرضها عليهن آباؤهن بدافع خوفهم عليهن من إقامة علاقات مع الجنس الآخر، فهي على العكس استفادت في تلك المرحلة من هامش كبير من الحرية، الأمر الذي قادها نحو ممارسات دنست عفتها، وأفعال كثيرة تتعارض مع تقاليد المجتمع الذي تنتمي إليه، وتتذكرها اليوم بكثير من الندم بعد أن أصبحت زوجة وأما لطفلين. مارست السحاق والجنس الافتراضي نادية ذات الخامسة والعشرين سنة، ولدت وبفمها ملعة من ذهب، فهي تنتمي إلى أسرة ثرية لم تذخر يوما أي مال في سبيل تلبية متطلباتها، في سبيل ألا تشعر في يوم من الأيام بأي نقص أو حرمان. بحيث اعتادت أن تحصل في سن مبكرة على ما يفوق احتياجاتها من المال، لأن والدها الذي يمتلك إلى جانب عدد من العقارات شركة تذر عليه الأرباح الطائلة يغذق عليها الأموال بكل سخاء. بحكم انشغال والدها الدائم في عمله، لم تخضع تحركات نادية في يوم من الأيام لأي نوع من السيطرة، بحيث كانت الإبنة تغادر منزل أسرتها في أي وقت تشاء دون أن تٌسأل عن وجهتها، في غياب مواكبة حقيقية من طرف والدتها وأشقائها الأكبر منها سنا، الذين تزوجوا واستقر كل واحد منهم بحياته بعيدا عن بيت الأسرة. هامش الحرية الكبير الذي كانت تتمتع به نادية جعل همها الوحيد ينحصر في البحث عن المتعة والركض خلف ملذات الحياة، بحيث كانت تتهرب دوما من حضور حصصها الدراسية من أجل التسكع في الشوارع رفقة صديقاتها، والذهاب إلى المراقص والملاهي الليلية، كما لم تكن تتردد في قبول دعوات رفاق السوء لها إلى احتساء أكواب الخمر، وتدخين «الحشيش»، الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع مستواها الدراسي، لتتحول نادية من تلميذة مجتهدة تحصد أعلى الدرجات نهاية كل سنة دراسية إلى أخرى «كتنجح غير بالدفيع». انبهارها بالثقافة الغربية وبحثها الدائم عن تحقيق المتعة بأي شكل من الأشكال، سيقودانها في أحد الأيام إلى ممارسة السحاق مع إحدى صديقاتها، بعد أن ملت من تصفح المواقع الإباحية، وممارسة الجنس في العالم الافتراضي. سرعان ما ستتحول بالنسبة إلى نادية الممارسة الجنسية مع بنات جلدتها إلى ما يشبه الإدمان، بحيث سوف تصر على دعوة صديقتها التي تتقاسم معها نفس الميولات إلى منزلها بشكل شبه دائم، متحججة بحاجتها إلى مساعدة منها في حفظ دروسها واستيعابها بالشكل المطلوب. حرصت نادية على الاستمتاع مع صديقتها بمختلف أنواع المداعبات والممارسات الجنسية داخل غرفتها، دون أن تلحق أي ضرر بغشاء بكارتها، بعيدا عن أنظار والديها اللذين لم تكن لديهما أي فكرة عما يحصل داخل الغرفة المغلقة. لن تتمكن نادية من إخفاء أفعالها لوقت طويل، بحيث سينكشف أمرها في أحد الأيام على يد والدتها التي ساورتها الشكوك حول طبيعة العلاقة التي تجمع ابنتها بصديقتها، بعد أن أثار مظهر الأخيرة وتشبهها بالذكور الريبة في نفسها، فجعلها تقرر مراقبتهما عن كثب، إلى أن دخلت على الفتاتين في إحدى الليالي دون استئذان، وضبطتهما داخل الغرفة وهما مجردتان من ملابسهما، ويمارسان السحاق. صعقت الأم بشدة لما رأته عيناها، بينما استشاط الأب غضبا حين علم بالأمر، وعاقب نادية بحرمانها من متابعة تعليمها، والخروج من المنزل، قبل أن يتخذ الوالدان في نهاية المطاف قرار تزويجها من أول طالب للقرب يطرق باب منزلهما ويتقدم لخطبتها، بعد أن أخضعاها لفحص طبي للتأكد من حفاظها على عذريتها. سيطر الحقد على نادية اتجاه والديها، لأنهما أرغماها على الزواج من شخص لم تختره، لكن ذلك الشعور سيتلاشى مع مرور السنوات، بعد أن تنعم بالسعادة والاستقرار داخل بيت الزوجية، وترزق بطفلين يدخلان الفرحة إلى حياتها. بالرغم من المودة والثقة التي تجمعها به، لم تجرؤ نادية إلى اليوم على إخبار زوجها عن التجارب الجنسية التي عاشتها قبل الزواج، وفضلت أن تظل تلك الأمور التي تخجل منها سرا في طي الكتمان. لم تفقد رمز شرفها عاشت فترة المراهقة والشباب وهي مقتنعة بكل ما تقوم به ضاربة عرض الحائط كل الأخلاقيات والأفكار التي حاول محيطها الأسري والاجتماعي حشوها في عقلها، لتكون امرأة تحافظ على شرفها وشرف عائلتها الذي يمكن أن تتم الإساءة إليه إن لم تحافظ على نفسها حتى يتم تسليمها إلى زوجها المنتظر كاملة بدون أي نقص. تمردت كريمة على كل هذه التقاليد والأفكار، لأن إيمانها بالتحرر وضرورة عيش الحياة دون قيود كان قويا، ولا يمكن أن يؤثر فيه أي شيء، لذلك دخلت عالم النساء مبكرا عندما كانت في مرحلة المراهقة. لم يكن يدفعها إلى ربط علاقات مع الشباب رغبتها في الحصول على المال أو احتياجها له، وإنما كان حافزها لمرافقتهم حبها للحياة، ورغبتها في التمتع بها وألا تفوتها أي لحظة سعادة دون تستغلها. كريمة عرفت منذ البداية أنها يمكن أن تدفع ثمن تحررها غاليا إن فقدت بكارتها ورمز عفتها، لذلك كانت حريصة وهي تخوض غمار أي مغامرة جنسية على الابتعاد عن منطقة الخطر، لتتمكن من الاستمتاع بالجنس دون أن يتبع هذه المتعة ندم أو حسرة. خلال فترة المراهقة ومن خلال علاقاتها المتعددة مع شباب أكبر منها سنا وأكثر خبرة، تعلمت كريمة أبجديات ممارسة الجنس، وأصبحت محترفة في أداء دورها في أي ممارسة جنسية، و أصبحت تتحكم فيها حسب رغبتها لأنها كانت تريد أن تتجنب أي ممارسة يمكن أن تكون بمثابة غلطة قد تدفع ثمنها غاليا. أصبحت كريمة تمارس الجنس بطريقة شاذة، لأنها تتجنب الممارسات الطبيعية، حتى لا تفقد رمز شرفها وكرامة أسرتها الذي ستطالب به في يوم سيمر عسيرا عليها إن لم تكن نتائجه مرضية للآخرين. عرفت كريمة بين جيرانها ومعارفها «بالخفة وخروج الطريق» وكان الجميع شبه متيقنين أن حياتها ستسوء مع مرور الوقت، لأنها لن تجد من يقبل أن يتزوجها ويمنحها شرف حمل اسمه، فهي لا تستحق الزواج لعلاقاتها الكثيرة، والتي جعلت مدة صلاحيتها تنتهي بسرعة بالنسبة لمن يعرفونها عن قرب. كانت كريمة تمارس الجنس بطريقة شاذة، تلبي حاجيات الرجال الذين ترافقهم، وتحافظ على عذريتها التي يعتبرها الناس رمزا للشرف والعفة، والتي ينتظر الجميع أن تسيل دماؤها في ليلة الدخلة، كدليل على دخول الفتاة عالم الجنس لأول مرة. جاء اليوم الذي كان يستبعده الجميع، وتقدم شخص لخطبة كريمة، لم تجمعها به سابق معرفة، وتم الاتفاق على مراسيم الزواج بعد أن أعجبها العريس، وأحست أنها ستعيش معه في سعادة، فهي كانت تعرف أنها لا يمكن أن ترتبط بأي واحد من الأشخاص الذين جمعتها بهم علاقة جنسية. وافقت كريمة على الارتباط بذلك الشاب القادم من مدينة أخرى لكونها متيقنة من كونه لن يكتشف حقيقة ماضيها وعلاقاتها الجنسية قبل الزواج. كان معارف كريمة ينتظرون ليلة الزفاف بفارغ الصبر، لمعرفة ما سيحدث بعد أن يكتشف الزوج أنه ذهب ضحية خداع، بتزويجه من فتاة فاقدة لرمز شرفها، لكن هول الصدمة كان كبيرا على الجميع حين انطلقت بنات العائلة في الزغاريد والتغني بالأهازيج الشعبية المخصصة لهذه المناسبة. لم يصدق من يعرفون ماضي كريمة ما يجري، وهم الذين كانوا شبه متيقنين من كونها ليست عذراء لتبدأ الألسن في التهامس عليها، وتأويل ما يجري والتشكيك في كونها أجرت عملية لرتق غشاء البكارة التي لا يمكن أن تصمد في وجه كل تلك العلاقات الجنسية السابقة. انتقلت كريمة للعيش مع زوجها تاركة مدينتها التي شهدت مغامرات مراهقتها، و«الشوهة» التي غسلتها دماء عذرية وضحدت كل الأقاويل التي كانت تطعن في شرفها وعفتها. شادية وغزو/مجيدة أبوالخيرات