قضت المحكمة الإبتدائية بتطوان بثلاث سنوات سجنا نافذا، لشاب متهم بالتشبه بشخصية سامية في إشارة لجلالة الملك محمد السادس. ولم يشر صك الإتهام ولا متابعة النيابة العامة لأي متابعة بالنصب أو الإحتيال ضد المعني، الذي كان قد اعتقل منذ أسبوعين تقريبا، من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي ترصدته لتوقع به متلبسا. وكان الموقوف يتشبه بجلالة الملك محمد السادس في كل شيء، بحيث ساعده مظهره وملامح وجهه الشبيهة بملامح الملك لكي "يتسلى" بلعبة التشبه به، من خلال الركوب في سيارة فارهة، والتجول بمناطق متفرقة وهو يشير للمواطنين بيديه من خلف زجاج غير شفاف. بل كان يسقط في شراكه حتى رجال الأمن الذين يقدمون له التحية، ويفسحون له الطريق ويغيرون مسارات السير والجولان. وقد ساعد التعاون بين بعض الجهات للكشف عن وجود شخص شبيه بالملكن او منتحل لصفته يتجول بسيارة تم تحديد لونها ونوعيتها، مما سهل توقيفه من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة الرباط. وقد تم خلال ذلك حجز السيارة المعنية وعدد من الملابس الشبيه بشكل كبير بتلك التي يرتديها جلالة الملك في الفترة الصيفية خلال تجوالاته الخاصة. انطلقت الحكاية قبل أكثر من أسبوعين بمدينة الفنيدق، حيث كان يوجد الملك محمد السادس، عندما ظهرت في المدينة سيارة من نوع BMW قرب حاجز للشرطة حيث تم إفساح المجال لها من طرف رجال أمن الطريق اعتقادا منهم بأن الملك محمد السادس يوجد داخلها، ثم أخذ المواطنون في تحيته اعتقادا منهم أنه الملك ليلوح الشخص الذي كان يركب السيارة بيده ردا على التحية كما يفعل الملك. لكن بمجرد وصول السيارة الفارهة لمقطع طرقي ضيق في حي «المرجة» بمدينة تطوان، حتى صدم سائقها قارعة الطريق متسببا في نزع زجاج مرآة الواجهة اليمنى، ليتخلى عن السيارة ويلوذ بالفرار عبر زقاق خلفي ليتم اعتقاله فيما بعد. وقد تبين من التحقيق مع المعني أنه كان مهووسا بجلالة الملك، ويريد التشبه به في كل شيء، حتى في حياته العادية واليومية، ولم يظهر من خلال التحريات التي أجريت ان الموقوف كان له أي هدف للنصب أو الإحتيال على أحدن وليست هناك أي شكاية بخصوص نصبه او تحايله، لكنه فقط كان يعجبه التشبه بالملك ورؤية عناصر الشرطة يقدمون له التحية الرسمية والمواطنون يشيرون له بأيديهم، أمر كلفه ثلاث سنوات من السجن لكونه انتحل صفة لا تخصه.. مصطفى العباسي