نقل موقع "آي تي بيزنس نيت" عن إدوارد غابرييل، السفير الأميركي السابق لدى المغرب، قوله: "أثبتت القمة الأمريكية الأفريقية أنها فرصة ذهبية للدول الأفريقية كي تُظهِر تنوعها، قوتها وحيويتها. ونجح المغرب، باستقراره، ونموه الاقتصادي البارز في الداخل وعلاقاته القوية في كل أنحاء القارة، في إثبات نفسه كشريك مثالي بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى الاستفادة من نجاح القمة وزيادة مستوى تواصلها في واحدة من أسرع المناطق نموًا في العالم". ومما يؤكد على تلك المكانة الرائدة التي تحظى بها المملكة المغربية في القارة السمراء هو إعلان الرئيس باراك أوباما خلال منتدى الأعمال الأفريقي – الأميركي في الخامس من الشهر الجاري أن قمة ريادة الأعمال العالمية لعام 2014 ستجري في المغرب. وعن بزوغ نجم المملكة المغربية بصورة لافتة للنظر خلال الآونة الأخيرة، قال الكاتبان الباحثان بيتر فام وريكاردو رينيه لاريمونت: "باتت المملكة مجهزة بشكل جيد، ما يجعلها مؤهلة للعمل بمثابة جسر للدبلوماسية التجارية الأميركية في القارة. ومن المصلحة الإستراتيجية للولايات المتحدة أن تزيد من تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وأن تعزز الشراكات السياسية والأمنية بشكل أقوى مع المغرب". وفي إظهار لدور المغرب المهم على الصعيد الأمني في أفريقيا، وقَّعَت المملكة، ممثلةً في نائبة وزير الشؤون الخارجية، مباركة بوعيدة، على إطار للتعاون للتدريب في مجال خدمات الأمن المدني مع أميركا لانتقاء ودعم خبراء تدريب الأمن المغاربة وتقديم تدريبات مشتركة للقوات المدنية المنوطة بمكافحة الإرهاب في أنحاء المنطقة كافة. و دعت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، بواشنطن، إلى اعتماد مقاربة إقليمية مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية، التي تجابه منطقة الساحل والمغرب العربي. وأبرزت بوعيدة، التي كانت تتحدث خلال لقاء بالخارجية الأمريكية حول التهديدات الأمنية بمنطقة الساحل والمغرب العربي، أن وضع استراتيجية "جماعية وشاملة ومتضامنة" بين البلدان المعنية وجميع المتدخلين هي الكفيلة وحدها بمواجهة هذه التحديات عبر الوطنية، التي قد ترهن مستقبل المنطقة بأجمعها. وأكدت، في هذا السياق، على أهمية اعتماد استراتيجيات "شاملة ومندمجة ومتعددة الأبعاد"، تشمل المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. كما شددت الوزيرة على الأهمية التي تكتسيها الوحدة الترابية بالنسبة لتعزيز الأمن الإقليمي، مؤكدة على ضرورة مواجهة التحديات الأمنية، التي تهدد البنيات والقواعد المجتمعية لبلدان المنطقة. و أكد السفير الأمريكي الأسبق في المغرب، إدوارد غابرييل، الذي كان يتحدث على قناة (هافينغتون بوست لايف)، أن المغرب انخرط، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشكل "لا رجعة فيه في مسلسل للدمقرطة والليبيرالية والانفتاح والإصلاحات على جميع المستويات". وأوضح غابرييل أن"ال15 سنة الماضية كانت متميزة بالمغرب، البلد الذي ينفرد باستقراره بفضل إصلاحات جوهرية حققت المساواة بين الرجل والمرأة، ودعمت الحقوق المدنية، والنظام القضائي تماشيا مع مقتضيات الدستور الجديد، وخلقت دينامية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، في إطار مقاربة تجعل من المغرب اليوم نموذجا بالمنطقة". وبعد أن أبرز العلاقات "المتميزة" بين الرباط وواشنطن، ذكر السفير الأمريكي الأسبق، بلقاء القمة الذي جمع في نونبر الماضي بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما بالبيت الأبيض، وكذا بالزيارة التي قام بها رئيس الدبلوماسية الأمريكية للمغرب، مشيرا إلى أن البلدين أطلقا حوارا استراتيجيا ويتقاسمان رؤية مشتركة حول الأمن والتنمية المستدامة بإفريقيا. وسلط، في هذا السياق، الضوء على الفرص المتاحة بين الرباط وواشنطن من أجل وضع استراتيجيات مشتركة لخلق شراكات متضامنة في القارة الإفريقية، تهم على الخصوص الأمن الغذائي والطاقي، والتنمية البشرية، مشيرا إلى أن المغرب، يعمل ، تحت قيادة جلالة الملك ومكانته الروحية، على تعزيز الاستقرار داخل القارة، مذكرا بأن العديد من بلدان المنطقة أشادت بمساعدة المغرب في مجال تكوين الأئمة، من أجل الاستفادة من المقاربة الشاملة التي أطلقها المغرب في هذا المجال.