قال محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، الجمعة، إن تجربة موسم أصيلة الثقافي الدولي أصبحت مشروعا ثقافيا وإبداعيا منفتحا على العالم. وأضاف بن عيسى، في كلمة افتتاحية للدورة السادسة والثلاثين لموسم أصيلة الثقافي الدولي المنظمة إلى غاية 22 غشت الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن بلدة أصيلة أحسنت في كل الدورات احتضان النخب الوافدة إليها من مختلف دول العالم. وأبرز بن عيسى، في حفل الافتتاح الذي احتضنته مكتبة الأمير بندر بن سلطان، أن هذه النخب وجدت في أصيلة أرضا للتلاقي والحوار والنقاش الخلاق في أجواء فكرية حرة تهيمن عليها قيم التسامح وتقاليد الإصغاء المتبادل للرأي. وأشار إلى أن أصيلة لم تعد مجرد موعد سنوي منتظم للتواصل بين منتجي الفكر والإبداع من مشارب فكرية متعددة، ومن مختلف بلدان العالم، بل صارت أيضا فضاء ومسرحا لأنشطة فكرية وطنية، علمية وفنية، تقام على مدى شهور السنة، بفضل بنيات الاستقبال التي تتوفر عليها المدينة. وقال إن موسم أصيلة الثقافي الدولي يحرص، كدأبه في السنوات الماضية، على تضمين برنامجه العام قضايا ومواضيع وإشكالات تنتسب إلى صميم التطورات والمتغيرات التي يعرفها العالم المعاصر، ثقافيا وسياسيا وبيئيا، مضيفا أنه بفضل ذلك النهج توفر للمنتدى مخزون رفيع من الأعمال الفنية التشكيلية ورصيد فكري خصب هو خلاصة الندوات واللقاءات الهامة التي جمعت صناع قرار ومثقفين وباحثين وفنانين وإعلاميين على طاولات النقاش في رحاب جامعة المعتمد بن عباد الصيفية. وفي هذا السياق، أشار إلى أنه حرصا على إبراز وتوثيق بعض ما شهده فضاء جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، التي تحتفل هذا العام بعيد ميلادها التاسع والعشرين، أصدر المنتدى هذه السنة عددا من الإصدارات الجديدة، أولها كتاب خاص بكتابات أطفال من إعدادية الإمام الأصيلي في القصة والرواية والشعر. وأكد أن هذا الورش الفكري والإبداعي لم يكن له أن يستمر بمثل هذا الوهج، مرتقيا من درجة إلى أحسن، لولا العناية الكريمة والرعاية الموصولة التي يخصه بها دائما جلالة الملك محمد السادس، منذ أن كان وليا للعهد حتى ارتقائه عرش المملكة، مضيفا قوله "بفضل عطف وكرم جلالته أمكننا الحفاظ على ما أصبح يدعى في الأدبيات الفكرية (روح أصيلة)". وبخصوص مملكة البحرين، ضيف شرف هذه الدورة من الموسم، قال بن عيسى إنها "كانت جسرا ونافذة مشرعة باستمرار على جوارها، مطلة على الخارج، حيث اقتبست منه، بحكمة واعتدال ما دعم مكانتها وموقعها، وأغنى وأخصب موروثها الحضاري"، مشيرا إلى أن "الجانب الثقافي المتطور يظل الملفت للنظر ربما أكثر من غيره في المملكة الشقيقة، بما يطبعه من حراك وحيوية وانفتاح". يشار إلى أنه تلا الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة افتتاح ندوة "الدولة الوطنية والاتحادات الإقليمية في عالم الجنوب" التي ستنظم على مدى يومين.