يلتقي قراء "أحداث.أنفو" من خلال «ربانيات رمضان» طيلة الشهر الفضيل مع الدكتور لحسن أيت بلعيد، عضو بالمجلس العلمي للدارالبيضاء وخطيب وواعظ بالمسجد المحمدي بالمشور السعيد بالدارالبيضاء، للإجابة على مجموعة من الأسئلة التي تهم الصائم وتنير طريقه وهو يقوم بأداء هذا الفرض العظيم. = كيف تكون نية الصوم؟ وهل تكفي النية الواحدة لشهر رمضان بأكمله، أم لابد لكل ليلة من نية؟ == النية هي الاستعداد النفسي والمالي لاستقبال شهر رمضان، وهي شرط من شروط صحة العبادة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» رواه البخاري. لا بد من الإشارة إلى أنه جاء في الموسوعة الفقهية: أن التبييت يعتبر شرطا في صوم الفرض عند المالكية، والشافعية، والحنابلة. والتبييت: إيقاع النية في الليل ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر. والحنفية لم يشترطوا التبييت في رمضان. ولما لم يشترطوا تبييت النية في ليل رمضان، أجازوا النية بعد الفجر دفعا للحرج أيضا، حتى الصحوة الكبرى، فينوي قبلها ليكون الأكثر منويا، فيكون له حكم الكل، حتى لو نوى بعد ذلك لا يجوز، لخلو الأكثر عن النية، تغليبا للأكثر. لكن أعود لأقول إن النية ذلك الاستعداد النفسي والمالي لاستقبال الشهر الفضيل. لا يجب اعتبار النية فرضا، فإذا نوى المسلم صيام رمضان، فمعلوم أن صيام رمضان فرض، ولكن الأفضل أن ينوي القيام بالفريضة، لأن الفرض أحب إلى الله من النفل. وتكفي النية في أول رمضان، وليس على المسلم أن ينوي كل ليلة بعد الفجر أنه ينوي الليلة الموالية. لكن شريطة أن لن يقطع هذا الصيام عذر ليستأنف فيما بعد. بمعنى أن يصوم يومين مثلا فيمرض أسبوعا فيستأنف الصيام بعد أن يشفى من مرضه، هنا من الضروري أن ينوي مرة أخرى، أي عليه تجديد النية. أما النطق بالنية فهو غير مشروع، فهي من أعمال القلوب والمقاصد لا يعلمها إلا الله، قال سبحانه وتعالى من سورة الحجرات «قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض والله بكل شيء عليم». فالله عز وجل أنكر على الذين تلفظوا بنياتهم، قال تعالى «قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا»، إلى أن قال تعالى «قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض». فالتلفظ بالنية معناه أن الإنسان يريد أن يخبر ربه أنه نوى فعل كذا، لكن الله سبحانه نهى عن ذلك وأنكر على من فعله. إذا كان الصيام تطوعا، وأصبح الإنسان صائما أي لم يفطر، أي لم يتعاط مفطرا لا أكلا ولا شربا ولا غيرهما، ثم نوى الصوم، فيجوز ذلك ويكتب له أجر الصوم من حين نوى، هذا في النافلة أما في رمضان وفي النذور والكفارات وقضاء رمضان فلا بد من النية من الليل. بالنسبة للإفطار، فمن نوى الإفطار فقد أفطر، فمادام المسلم قد نوى الصوم فهو صائم، ومادام قد نوي الإفطار فهو قد أفطر.