تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني،في إطار العمليات الاستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية، من تفكيك خلية إرهابية تتكون من ستة أشخاص، من بينهم معتقل سابق بمقتضى قانون الإرهاب، تنشط بمدينة فاس، ومتخصصة في تجنيد وإرسال متطوعين مغاربة للقتال ضمن صفوف الجماعات الإرهابية في سوريا و العراق. وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية بأن التحريات أكدت أن هذه الخلية قامت، بتنسيق مع قياديي التنظيمات الإرهابية التي تنشط بهذين البلدين، باستقطاب وإرسال العديد من المقاتلين إلى هذه البؤر، حيث يستفيدون من تداريب عسكرية حول استعمال الأسلحة وتقنيات صناعة المتفجرات، في أفق تعبئة البعض منهم من أجل تنفيذ عمليات انتحارية بكل من العراق و سوريا. وأضاف البلاغ أنه تبين من خلال تتبع أنشطة المقاتلين المغاربة الذين شاركوا في مختلف العمليات العسكرية ضمن الجماعات الموالية لتنظيم "القاعدة"، عزمهم العودة إلى أرض الوطن من أجل زعزعة أمنه واستقراره عن طريق تنفيذ اعتداءات إرهابية. وأشار المصدر ذاته إلى أن أعضاء هذه الخلية يقومون بجمع التبرعات المالية والاتجار في السلع المهربة، وذلك بغرض تأمين الدعم المادي لتمويل سفر هؤلاء المتطوعين إلى سوريا. وأكد أنه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. و قد تم في الفترة الممتدة بين 2011 و2013، تفكيك 18 "خلية ارهابية"، تنشط في مجال تجنيد المغاربة و إرسالهم لجبهات القتال تحت رايات جماعات مسلحة. وكانت "اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الاسلاميين" في المغرب، قد قدرت عدد المقاتلين المغاربة في سوريا وأغلبهم من السلفيين بين 1200 و 1500 مقاتل. ويفوق مجموع المغاربة المقاتلين في سوريا 2000 مقاتل، اذا تمت اضافة الشباب المغاربة المتوجهين مباشرة من الدول الأوروبية الى سوريا. وبحسب الإحصائيات التي تتداولها الصحافة المغربية فإن أكثر من 400 مغربي قتلوا في سوريا، من أصل حوالي 11 آلف أجنبي سافروا للقتال هناك، كما ان السلطات المغربية كانت قد اعتقلت نحو 33 مغربيا قرروا العودة بشكل مفاجئ يدعو للتساؤل.