استبشر سكان مدينة خريبكة بمشروع «ممر أسا» الذي سيبنى على شكل قنطرة تربط شرق المدينة بغربها من جهة حي المسيرة، وقد رصد للمشروع 14مليون درهم.عند انطلاقه، إلا أن لعنة التأجيل والمماطلة التي تلاحق العديد من المشاريع التنموية بالإقليم لحقت هذا المشروع الذي تحول إلى كابوس مرعب كتم على أنفاس سكان حي المسيرة وخاصة سكان زنقة أحمد الركيبي وزنقة أسا في اتجاه المقاطعة الرابعة. فخلال فترة الثمانينيات بدأ البناء في حي المسيرة لاستعاب العدد الهائل من السكان الراغبين في امتلاك سكن وذلك على أنقاض واحد من أكبر تجمعات مدن القصدير بخريبكة آنذاك «دوار علال» وما هي إلا سنوات قليلة حتى أصبح حي المسيرة واحد أيضا من الأحياء العصرية بالمدينة. الحي في جزء كبير منه يوجد بمحاذاة السكة الحديدية التي تقسم المدينة بين شطر شرقي وآخر غربي. «وبالرغم من ضجيج عربات القطارات التي لا تنقطع عن المرور وعلى امتداد ساعات اليوم محملة بالفوسفاط من وإلى الدارالبيضاء.إلا أننا تعودنا على ذلك واعتبرناه جزء من حياتنا». يقول أحد سكان الحي من المتضررين. ليضيف «لكن قبل أكثر من 10 سنوات قرر المجلس البلدي إقامة ممر سفلي بالمنطقة لربط القاسم الشرقي من المدينة بالقسم الغربي وذلك بحي المسيرة ، لكن هذا المشروع كتم على أنفاسنا وحول حياتنا إلى جحيم لا يطاق». ومع بداية الانشغال لإقامة الممر بادر السكان إلى إظهار رفضهم للمشروع وخاصة منهم سكان زنقة أحمد الركيبي وسكان أسا، وقاموا بتوجيه عدة رسائل إلى المسؤولين بالإقليم من السلطات العمومية لإطلاعهم على سوء الوضعية وعلى المصير السيء الذي ينتظر منازلهم وأزقتهم. وكان أول حيف شعروا به حينما بدأت الأشغال في تغيير مجرى الواد الحار لإخراجه بعيدا عن دائرة النفق.». وظهر الخطر الذي عبر عنه السكان المتضررون مباشرة بعد بداية الحفر وما يتطلب ذلك من استعمال للمتفجرات. الانفجارات خلقت عدة شقوق بالجدران داخل المنازل، وهو الأمر الذي أغضب السكان وأخافهم في نفس الوقت فتم إخبار السلطات المحلية فقدم وفد عنها وعاين كل ذلك ولكن دون أن يصدر عنه أي رد فعل إيجابي. وأشار العديد من السكان إلى رغبتهم في الهروب من الحي وبيع منازلهم وقد تمت الإشارة إلى العديد من المنازل التي وضع أصحابها يافطة كتب عليها للبيع لكن لا أحد تقدم للشراء. مع مرور القنطرة سنتغير كل مصالح شارع أسا والممتد إلى غاية المقاطعة الرابعة، لكن السكان على وعيبهذا التغير الذي سيمس حيهم، والذي سيصابون معه بخيبة أمل كبيرة جراء حرمانهم من العديد من الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها.» سكان الحي أيضا واعون بأن المرحلة الأخطر في المشروع لم تصل بعد وهو ما عبر عنه أحدهم قائلا «إن انهار الجدار الجانبي للممر السفلي» «أسا» بخريبكة مساء يوم الخميس 20 شتنبر الماضي, قبيل آذان المغرب, في شهر رمضان, بساعة تقريبا, وذلك بعد الأمطار الرعدية التي عرفتها مدينة خريبكة طيلة ثلاثة أيام. لقد عشنا يوما مشؤوما, كنا فيه ننتظر أن تسقط الجدران فوق رؤوسنا, ولا شك أننا سنضطر إلى الهروب والنجاة بجلدنا قبل أن يحدث الأسوأ». ويذكر أن مشروع ممر «أسا» السفلي يعد من أقدم المشاريع الموقوفة التنفيذ بمدينة خريبكة، إذ انطلقت به الأشغال قبل حوالي 10 سنوات، وكان من المقرر أن تنتهي به الأشغال خلال سنة واحدة كما هو متفق عليه من خلال دفتر التحملات، ولتتوقف تلك الأشغال خلال عدة مراحل متقطعة.