«واحنيني واش هما دايرين تابي روج ياخدوا تابي ويخليو لينا الروج» يقول عبد الخالق فهيد مازحا . حفل اختتام مهرجان الضحك بأكادير في دورته الأولى تأخر زهاء ساعة. الجميع ينتظر وصول الوفد المصري على سيارة ليموزين. عبد الخالق فهيد فضل أن يمتطي سيارة الصحفيين. في الطريق الفاصل بين الفندق ومسرح الهواء الطلق كان متوترا «حداش ديال الليل هادي. تأخرنا علىالناس بزاف. عنداك غير نلقاو المسرح خوا». بالفعل الجمهور الحاضر بكثافة إلى حفل الاختتام ظل يحتج بالصفير والصراخ، سعيد الناصيري من لعب دور المهدئ «آسيدي باركة على الناس من الموسيقى. عطيهم الضحك. راهم جايين باش يضحكو...». ظل الجميع ينتظر، وصل الوفد المصري، انطلق الحفل مع وصلة لسعيد الناصيري، أعاد فيها مقتطفات من عرضه في حفل الافتتاح تفاعل معها الجمهور. محمود عزب أبهره أسلوب الناصيري في «وان مان شو» ووصفه بأنه فنان عالمي «لم أكن أفهم كل ما يقول لكن من خلال تعابير وجهه وحركات جسده المتحكم فيها بشكل جيد على الخشبة تفاعلت معه وجدانيا وفهمته عن طريق الإحساس». سعيد الناصيري كان المبادر الأول لطرح فكرة الاشتغال في عمل فني مشترك كما صرح لنا محمود عزب في حوار سننشره لاحقا. مشروع العمل لم تتبلور كل ملامحه، لكن الأكيد سيكون في شكل عمل نصف مسرحي بين الفنانين. كعربون محبة من عزب شو إلى الفنان الناصيري تنازل له عن حقوق الملكية الأدبية لشخصية القذافي. زعيم فيلم البانضية لم يضيع كثير وقت، وقدم في حفل الاختتام شخصية القذافي لبضع دقائق كان الهدف منها إعلانه عن تعاونه مع هذا الفنان في عمل قادم. عبد الخالق فهيد وصل في نفس يوم حفل الاختتام، كان منكبا على تصوير 15 حلقة، نصيبه من سلسلة «لفهايمية» على القناة الثانية. من يشاهد ميلود في عرضه بمهرحان الضحك بأكادير وعروضه قبل سنوات لا جديد فيها، الأسلوب نفسه واجترار الايفيات نفسها، لا وجود لجديد مرتبط باللحظة. يعيد أعمالا سبق تقديمها مند سنوات، وتتبعها المشاهد عبر التلفزيون، المثير اشتغال الكوميديين على المواضيع نفسها كمدونة السير، أنفلونزا الخنازير، وانتقاد الحكومة والسخرية من الوزراء. الكوميدي الأمازيغي رشيد أسلال قصير القامة، لكن كبير القيمة الفنية عند الأمازيغيين، يكنونه له حبا كبيرا، ويقدم أعمالا كوميدية هادفة بالأمازيغية، أدخل البهجة والضحك إلى قلوب الحاضرين بمواضيع تهم المواطن كالسكن الاقتصادي، وواقع الصحة بالمغرب، إذ تعالج جميع الأمراض في مصحاته العمومية بما أسماه «بومادا صفرين»، وهيمنة موجة المسلسلات التركية على البيوت المغربية... «تنطلب من الجمهور باش يوقف كامل تحية لعملاقين من عمالقة الكوميديا في المغرب ومصر محمد الجم وأحمد راتب» يقول الناصيري. ظهر الفنانان على الخشبة، صفق لهما الجميع طويلا لقيمتها الفنية، وما راكماه من تجربة طويلة فاقت أربعة عقود. « المغرب بلد طيب بناسه، وأي بلد تكون طيبة بناسها وحكامها ونسائها ورجالها وأطفالها. أحبكم أوي أوي حبي لمصر والأهرام وأم كلتوم. شوفو بحبكم قد إيه» الكلام للفنان المقتدر أحمد راتب. محمد الجم كان سعيدا بتكريمه «في عرس فني جميل كهذا، وأحس أنني أكرم من المغرب كله لحضور جميع المدن إلى أكادير». لم يكن حضور نجوم مصر أحمد راتب وطلعت زكريا وأشرف عبد الباقي ومحمد لطفي وإدوارد في حفل الاختتام لتقديم أعمال كوميدية على الخشبة، ولكن لتسليم دروع تكريمهم باستثناء إدوارد الذي قدم عرضا قصيرا صور من خلال شخصية إلياس، الصراع بين المسملين والأقباط، صراع قال عنه «هناك أياد متطرفة تحاول العبث بهذه القضية، لم يسبق أن كان هناك أي مشكل أو صراع قائم بين المسلمين والمسيحيين كلنا مصريون، وماوقع في ميدان التحرير من مشاهد للتآخي هي الصورة الحقيقية..».