نفذ أزيد من 500 شخص من النشطاء الحقوقيين والمهتمين بقضايا البيئة، نهاية الأسبوع الأخير، وقفة احتجاجية رمزية بالموقع المزمع أن يتم فوقه تشييد مشروع سياحي بقرية أجدير. ويعترض المحتجون على هذا المشروع من منطلق أنه سيقضي على 20 هكتارا من المجال الغابوي ذات الأشجار النادرة، وسيقام على أنقاض مدينة أثرية قديمة لازالت معالمها بارزة، كانت تدعى «المزمة» التي اعتبرت من أبرز المرافق التجارية جنوب البحر الأبيض المتوسط خلال العهد الفينيقي. وفي تعبير رمزي منهم عن رفض اجتثاث المجال الغابوي بالمنطقة وتحويل وعائه العقاري إلى إسمنت مسلح، قام المحتجون بغرس العشرات من من شتائل الأشجار بالموقع ذاته. وخلال هذه الوقفة التي شاركت فيها إحدى عشرة جمعية حقوقية ومدنية مهتمة بقضايا البيئة والتنمية، كادت الأمور أن تخرج عن السيطرة، حين دخل بعض المشاركين في اشتباكات مع أعوان السلطة بالمنطقة، غير أن الأمور سرعان ما هدأت بعد أن تدخل منظمو الوقفة لثنين المشاركين عن الخروج عن سياق الغاية من تنظيمهم هذه المبادرة الرمزية. ووجه المشاركون في ختام الوقفة رسالة احتجاج إلى السلطات المحلية، تطالب بفتح تحقيق حول الظروف التي تم فيها الترخيص بإقامة هذا المشروع السياحي المنجز من طرف «الشركة العامة العقارية» على مساحة تناهز 15 هكتارا. وطالبوا ب «إيفاد لجنة مستقلة للوقوف على الأضرار البيئية الناجمة عن إنجاز هذا المركب السياحي الضخم، الذي رأوا فيه أنه «لن يستفيد منه أبناء المنطقة».