شرحت الطفلة مها ذات 9 سنوات مأساتها بكلمات توخز صميم القلب، وهي تستعيد تفاصيل الفعل الإجرامي لذئب بشري نهش لحمها. هذه الطفلة البريئة التي تعرضت في إحدى الليالي بمدينة جدة بالمملكة السعودية إلى عملية اختطاف، كانت دموعها تسبق لسانها من هول ما أصابها، حيث أخذت تردد «اقتلوه» في إشارة إلى المعتدي عليها. تروي مها التي تدرس في الصف الرابع ابتدائي قائلة «تجرد الذئب من كل القيم الإنسانية فاختطفني من استراحة في «مخطط الشفا» وأنا برفقة أسرتي لحضور حفلة». توقفت عن الاستمرار في سرد مأساتها، بعد أن بدأت تراقب والدها الذي دخل في موجة بكاء شديدة، ثم أضافت «حسبي الله ونعم الوكيل، اقتلوه اقتلوه». وفي معرض كلامها المبلل بالدموع، حكت بالقول «اختطفني عند الساعة الحادية عشر ليلا، سمعت صوت سيارة ففتحت باب الاستراحة معتقدة أن إحدى النساء قادمة للمشاركة في الحفلة، فإذا برجل يخبرني بأن لديه كيس وطلب مني إيصاله لأم العروس، خفت من نظراته المريبة، فرفضت إلا أنه شدني بقوة إلى داخل السيارة وأجلسني في المقعد الأمامي وتحرك بسرعة». تسترسل مها في روايته وهي تنظر إلى والدها، الذي لم يستطع التحكم في مشاعره تجاه طفلته «رفعت رأسي فصفعني على وجهي، ثم رفعت رأسي مرة أخرى فشاهدت مبنى للدفاع المدني إلا أنه عاد وصفعني وبعد نصف ساعة أنزلني من السيارة في منزل يتكون من طابقين وأمرني أن أغمض عيني وأحمل حذائي في يدي وأن أصعد إلى الدور الأول من المنزل، وهددني بأن أي صراخ مني سوف يعرضني للضرب والقتل ومن ثم رميي للكلاب لتأكلني». توقفت مها عن الحديث ثم عادت وتابعت قصة اختطافها «احترت كثيرا وسلمت أمري لله، وتلفت يمينا ويسارا فشاهدت بعض الأجهزة الإلكترونية، هنا حاولت التحرك لإيجاد مخرج للهروب إلا أنه عاد وصفعني على وجهي فسقطت على الأرض ودخلت في موجة من البكاء. ولم يسمح لي بمغادرة المنزل إلا في اليوم الثاني، حيث رماني في حي المنتزهات ..، شاهدني أحد الشبان أبكي على حالي وتعاطف معي كثيرا وأخبرته بما حدث لي وطلبت منه أن يساعدني للوصول إلى منزل والدي فكان إنسانا عطوفا استأجر سيارة واصطحبني معه حتى أوصلني للمنزل وسلمني لوالدي، الذي كان في حالة يرثى لها.. وهنا أخبرت أسرتي بكل ما حدث لي» والد مها الذي يعمل في شرطة محافظة جدة قال «أريد أن أقتص من الذئب البشري وسأبحث عنه إلى أن أسلمه للجهات الأمنية».