بعد الهدوء النسبي الذي تلا عاصفة الصراع حول رئاسة الفريق النيابي بمجلس النواب، يبدو أن حزب الاتحاد الاشتراكي سيعيش على صفيح ساخن في القادم من الأيام، فبعدما تمسك كاتبه الأول إدريس لشكر على إزاحة أحمد الزيدي من رئاسة الفريق، يستعد تيار الديمقراطية والانفتاح الذي يتزعمه الزيدي إلى فتح معركة جديدة من أجل إعادة ترييب البيت الداخلي، وذلك بعد عقده مؤخرا لاجتماع مصغر انعقد في منزل أحد القياديين الاتحاديين بالرباط، وصفته مصادر مقربة من التيار ب«الحاسم والمصيري». مصدر حزبي اتحادي أكد صحة انعقاد هذا الاجتماع وما ترتب عنه من مبادرات ، إلا أنه نفى أن تكون كل الخطوات المقبلة موجهة ضد إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب، مضيفا أن الاجتماع الذي حضرته «شخصيات وازنة من الاتحاد بشكل تلقائي»، تحاشى ذكر أسمائها كان الهدف منه «توسيع فضاء تيار الديموقراطية والانفتاح في أفق تشكيل جبهة موحدة تتقاسم نفس القناعات في ما يتعلق بإصلاح البيت الداخلي للاتحاد ومواجهة الانحرافات التي يشهدها تدبير الحزب.» ولم يخف المسؤول الاتحادي، أن الشخصيات الاتحادية التي حضرت الاجتماع المصغر، عبرت عن استيائها للأوضاع السائدة داخل البيت الاتحادي، إلا أنها ،يضيف المصدرنفسه، اعتبرت أن التيار «استنفد كل ما يمكن اعطاؤه وعليه أن ينتقل إلى المرحلة الموالية»، وهي المرحلة التي لخصها في «توسيع جبهة التوحيد من أجل مستقبل الحزب وليس لمواجهة ادريس لشكر». ولم يتأخر تيار الديمقراطية والانفتاح في أجرأة ما ترتب عنه الاجتماع المصغر من خطوات، حيث أكدت مصادر مقربة من التيار أن الاجتماع، و بعد ساعات طويلة من النقاش خلص إلى توجيه الدعوة لاجتماع عاجل للتنسيقية الوطنية المؤقتة للتيار والشروع في تنفيذ البرنامج المعلن عنه ببدء الحسم في «أجندة الوقفات الاحتجاجية وترتيب الآفاق المستقبلية»، مؤكدة أن هناك توجها جديدا داخل التيار يقضي بالتحالف مع باقي الغاضبين من حزب «الوردة» سواء في المكتب السياسي أو المجلس الوطني من أجل توسيع جبهة موحدة لمواجهة كل الانحرافات داخل الاتحاد. وكشفت المصادر نفسها أن تيارا جديدا بدأ في التبلور داخل التياريرفع «مطلب فكرة تطوير أسلوب المعارضة داخل الحزب، بالانتقال إلى المواجهة المباشرة والدفع في اتجاه أفق أوسع بعد أن فشلت كل المحاولات التوفيقية"، بل أكثر من ذلك أوضحت ، أن الاتجاه المطالب بالمواجهة المباشرة مع ادريس لشكر داخل التيار دعا في الاجتماع المذكور إلى تحويل التيار إلى فضاء يمزج بين المنطلقات التي أسس عليها رفاق أحمد الزايدي تيار الديمقراطية والانفتاح وتوجهات عدة أطراف سواء داخل أجهزة الحزب أو داخل قيادته نفسها تتقاسم نفس القناعات المعارضة لتوجهات ادريس لشكر. نفس الأصوات، وفق المصادر ذاتها، أصبحت تشدد على فكرة عدم وجود أية نية لدى الطرف الآخر لتجميع وتوحيد الاتحاديين إلى جانب فشلها في طرح البديل إزاء مواجهة قضايا الساعة، بل إن هناك من لم يخف قناعته بأن فكرة «أرض الله الواسعة» هي «البديل الوحيد الذي تدفع في اتجاهه بعض الأطراف في قيادة الاتحاد»، تقول المصادر نفسها