«بالرغم من أنني ولدت من دون عظم الفخذ الأيمن، لم أتوقف أبدا عن ممارسة الرياضات التي أحب»، يقول محمد لهنة، فالشاب ذو الثانية والثلاثين عاما الذي أطلق صرخته الأولى بالدارالبيضاء، أصر على تحدي الإعاقة منذ طفولته، حيث اعتاد لعب كرة القدم مع أطفال الحي الذي ينتمي إليه شأنه شأن أقرانه من الأسوياء، وكان يحلم دوما بتمثيل المغرب في الألعاب الأولمبية. شكل اللقاء الذي جمع والد محمد بعبد الجليل بيار صاحب الميدالية البرونزية في السباحة في دورة الألعاب البارا أولمبية في سيول الخطوة الأولى في مشواره الرياضي، لأنه تلقى الدعم على يد قدوته في السباحة الذي حرص على اصطحابه إلى المسبح وتدريبه، قبل أن ينضم إلى المنظمة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة «إدماج» ويتدرب على يد موناصيف أحمد، ويحصل على بطولة المغرب وكأس العرش عدة مرات، ليرتفع سقف طموحه مع مرور الوقت من خلال اهتمامه بمسابقة «الترياتلون» (السباحة، الدراجة، والجري). كان الحلم الذي يداعب مخيلة محمد يبدو صعب المنال بالنسبة للعديد من الناس، غير أنه انتصر مرة أخرى على إعاقته من خلال مشاركته في بطولة إفريقيا لذوي الاحتياجات الخاصة التي احتضنتها تونس سنة 2008 واستطاع أن ينال اللقب الإفريقي لذوي الاحتياجات الخاصة. كسب محمد لهنة رهانا جديدا في 12 من يوليوز 2010 بعد عبوره مضيق جبل طارق سباحة بتوقيت زمني قياسي في فئته بعد تسجيله ثلاث ساعات و30 دقيقة. تجاوز الرياضي إعاقته الحركية الخلقية، وقطع مسافة تقارب 20 كيلومترا في زمن جيد، بعد الانطلاق من مدينة طريفة جنوب إسبانيا، وخوض مسار متعرج قبل بلوغ السواحل المغربية. هذا الإنجاز تطلب من محمد لهنة أن يكون شديد التحمل وقوي العضلات، ففضلا عن تاريخ مشاركاته في مجموعة من المنافسات الرياضية، شرع السباح منذ يناير 2010 في سلسلة تداريب مكثفة للرفع من قدرته على التحمل. كانت شواطئ الدارالبيضاء، المعروفة بقوة مياهها الأطلسية، مسرحا لتداريب لهنة منذ بداية سنة 2010، وذلك رفقة مجموعة من السباحين الماهرين، حيث تحدى التقلبات الجوية في سبيل التألق في مساره الرياضي، الذي أغناه بمشاركته في مارثون الرمال في دورته الثامنة والعشرين، في أبريل 2013. كما يعتزم البطل المغربي الذي يتابع دراسته اليوم بالولايات المتحدةالأمريكية في مجال هندسة الميكانيك قطع بحر المانش سباحة في شهر أكتوبر القادم، في انتظار الوصول إلى هدفه الأكبر وهو الوقوف على منصة التتويج في الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها ريو ديجانيرو في 2016 وانتزاع لقب الترياتلون. شادية وغزو