حاصرت الثلوج من جديد عددا من الدواوير و القرى بإقليمإفران بعد التساقطات الثلجية الهامة التي شهدتها المنطقة بداية الأسبوع الجاري ، كما انقطعت الطرق في وجه و سائل النقل سواء بالطريق الوطنية 13 و 8 أو الطرق الإقليمية و الجهوية ، حيث عزلت الثلوج عددا من سكان دواوير تمحضيت و عين اللوح و البقريت و سنوال و اكدال ، فيما تعذر على عدد منهم الخروج لقضاء مآربه بعد أن تعدى حجم الثلوج أكثر من نصف متر في بعض المناطق ، كما وجد الكسابة و الرعاة مشاكل كبيرة لإيجاد الكلأ لماشيتهم بسبب حجم الثلوج و كثرتها للمراعي . فيما عاش اصحاب وسائل النقل بمختلف احجامها خلال اليومين الاخيرين مأساة حقيقية بعد أن حاصرتهم الثلوج بمختلف الطرق المؤدية لمناطق الاطلس المتوسط ، خاصة طرق إقليمخنيفرة و الحاجب و إفران و بولمان و صفرو ، إذ يحكي عدد من مستعملي الطريق ، أن الثلوج حاصرتهم بمدينة أزرو وهم في طريقهم إلى الرشيدية أو خنيفرة ، كما اجبر عدد من المسافرين المبيت في ميدلت او تمحضيت او أزرو لانقطاع الطرق 8 و 13 الوطنيتين الربطتين بين ، مكناس تافيلالت أو فاسمراكش . حيث تحولت المحطة الطرقية لآزرو إلى فضاء لمبيت عدد من المسافرين الذين أجبرتهم الثلوج على عدم اكتمال مسيرهم نحو ميدلت أو الرشيدية، بعدما كست المنطقة تساقطات ثلجية ذات طابع عاصفي، تسبب في قطع الطريق مؤقتا في وجه سيارات وشاحنات كانت قادمة من خنيفرة في اتجاه ميدلت والرشيدية، اضطر معها المسافرون إلى التوقف، بعدما تلقوا تعليمات من الدرك الملكي بضرورة التوقف لخطورة الطريق وما يتهدد السائقين من انزلاقات بالطريق بسبب الجليد، فيما كان عمال تابعون للمندوبية الإقليمية لوزارة التجهيز يعكفون على عملية إزاحة الثلوج وضع الترتيبات الأمنية اللازمة، حيث يتم قطع الطريق في وجه وسائل النقل الآتية من الاتجاه المعاكس ،إلا حين مرور كوكبة في مقدمتها شاحنة لإزاحة الثلوج ،لتسهيل الولوج إلى الطريق، وأضاف أحد عمال إزاحة الثلوج أن العملية ليست بالسهلة في ظل غياب الإمكانيات اللازمة و ضعف التجهيزات . كما عرفت مدينة آزرو و قوف الشاحنات الكبيرة المحملة بالبضائع و السلع و المتوجهة نحو مدن الصحراء بجنبات الطرق بعد أن تعذر عليها مواصلة السفر لانقطاع الطريق ، فيما تكدست وسائل النقل بمختلف أحجامها بمخارج مدينة آزرو سواء في اتجاه إفرانفاس أو الرشيدية تافيلالت ، حيث عمد رجال مديرية التجهيز إلى قطع الطريق و عدم السماح لاي سيارة أو شاحنة أو حافلة الا بعد مرور شاحنة إزاحة الثلوج . وينتظر أن تعرف جل مناطق الأطلس المتوسط عزلة كبيرة أمام التساقطات الثلجية الغزيرة التي تتساقط إلى حدود كتابة هذه السطور ، حيث تتحول جل القرى و الدواوير إلى فضاءات معزولة عن العالم ، انقطاع الطرق ، انقطاع الاتصالات الهاتفية ، بما يعني انقطاع المؤونة عليها وتعذر نقل المرضى و خاصة النساء الحوامل إلى المستشفيات ، كما تنقطع الدراسة في العديد من القرى بمنطقة الأطلس المتوسط ، خاصة بأقاليم إفران و ميدلت و خنيفرة ، حيث يتعذر على التلاميذ الالتحاق بمؤسساتهم الدراسية نتيجة الثلوج التي تحول الطرق الى جحيم حقيقي. إقليمإفران ساهم انقطاع الطرق الوطنية و الجهوية في عدم وصول عدد من المواد الأساسية للمدينة ، إذ يسجل عادة نقص في تزويد المدينة بالمواد الاساسية ، وخاصة التدفئة الذي يعد مادة أساسية لسكان المدينة و الضواحي خلال فصل الشتاء بسبب تعطل حركة السير نحو الغابات المجاورة التي يستخرج من أشجارها حطب التدفئة ، فرغم الارتفاع المهول للطن الواحد هذه السنة إلا أنه أصبح عملة نادرة أمام الثلوج الغزيرة التي تهاطلت منذ الشهر الماضي و أغلقت مختلف منافذ الغابات التي يجلب منها ، فلأول مرة أصبح ثمن الطن الواحد 900 درهم بعد أن كان لا يتعدى 750 درهما خلال العشر سنوات الماضية ، فيما نشطت السوق السوداء للحطب ، خاصة الحطب المهرب و الذي ينشط في مثل هذه الظروف ، فبحي القشلة و حي احداف أصبح عرض الحطب في الأكياس و المحمول على ظهور البغال و الحمير تجارة رائجة ، حيث أصبح الإقبال على هذا النوع من الحطب في تزايد كبير جدا أمام انخفاض درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها ، مما أصبح معه ثمن الكيس الواحد من الحطب 70 درهما لكل 60 او 70 كيلوغرام من الحطب ، و هو ما أجج احتجاجات المواطنين وعبروا للأحداث المغربية عن تذمرهم جراء هذا الوضع الذي أصبح مأساة حقيقية يعيشها سكان المنطقة، أمام ارتفاع أسعار عدد من المواد الأساسية وخاصة حطب التدفئة و عدد من الخضر و الفواكه ، إلى جانب النقص الحاد في عدد من المواد بسبب انقطاع الطرق . العبدي/ بن الضيف