لا حديث للمتتبعين والمهتمين بالشأن الصحي بمدينة الرشيدية إلا عن قسم الولادة بمستشفى مولاي علي الشريف، الذي بات يعيش وضعا غير مسبوق بسبب ما وصفوه ب«الاكتظاظ ورداءة الخدمات بهذا المرفق الحيوي»، حيث تضطر العديد من النساء الحوامل إلى «افتراش الأرض، ومقاسمة الغذاء مع القطط والحشرات، إلى جانب انبعاث الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف على طول الممرات المؤدية إلى هذا القسم، أمام تدني خدمات النظافة وغيابها في الكثير من الأحيان». وقد عزت مصادر نقابية الوضع الكارثي، الذي بات يعيشه قسم الولادة بالمستشفى المذكور إلى «انعدام الشروط المهنية، وقلة الموارد البشرية مقابل الارتفاع الكبير في عدد النساء الحوامل الوافدات على هذا القسم»، حيث بلغ معدل الولادة به إلى 400 حالة كل شهر. الأمر الذي يدفع بإدارة المستشفى إلى «تسريح النساء حديثات الوضع دون إخضاعهن للمراقبة الطبية المطلوبة والاحتفاظ بهن حتى الاطمئنان على حالتهن وفق ما ينص عليه برنامج الأمومة السليمة ومنظمة الصحة العالمية»، وذلك بالاحتفاظ بالنساء الواضعات في المؤسسات الصحية لمدة لا تقل عن ثمانية وأربعين ساعة، مما قد يعرض حياة الكثير منهن إلى الخطر عبد الرحمان بن دياب