تزامن احتضان مراكش لمهرجان السينما وبطولة كأس العالم للأندية البطلة وكذا احتفالات رأس السنة الميلادية، جعل الجهات المسؤولة تعلن حالة استنفار قصوى، وتجند العديد من الإمكانات البشرية واللوجيستيكية، لمواكبة هذه الأنشطة العالمية. الهاجس الأمني كان حاضرا في قلب هذه الاستعدادات، وتحولت فضاءات ولاية الجهة إلى خلية نحل لاتنقطع عنها الاجتماعات الرامية إلى وضع الخطط والتدابير الاحترازية، الكفيلة بتوفير أجواء الأمن والسلامة لضيوف المدينة. استقطبت المدينة العديد من التعزيزات الأمنية والتجهيزات اللوجيستيكية، كما وضعت خططا صارمة لمواكبة مجريات التظاهرات المذكورة، ما جعل مختلف الشوارع والفضاءات تعرف إنزالا أمنيا مكثفا، إن على مستوى تسيير الدوريات التي تجوب مختلف الشوارع والأحياء، أو على مستوى المحاور الطرقية ومدارات السير والجولان، التي خصص لها العديد من عناصر شرطة السير والجولان، لتسهيل عملية المرور ومنع أية حالة اختناق أو اكتظاظ من شأنها التأثير سلبا على حركية السير. حالة اليقظة امتدت للأحياء الجانبية والهامشية، التي أصبحت في مرمى تحركات الدوريات الأمنية، والتي لا تتردد عناصرها في محاصرة أية حركة مشبوهة بالتفتيش الجسدي، وتحديد الهوية. الحافلات ووسائل النقل التي خصصت لتنقل جماهير الأندية المشاركة، تمت مواكبتها بعناصر أمنية ترافق تحركاتها وتنقلاتها، درءا لكل ما من شأنه تعكير صفو أجواء الاحتفالات. مداخل المدينة عرفت كذلك انتشارا مكثفا للحواجز الأمنية والدركية، التي تعمل على مراقبة أرطال وسائل النقل الوافدة، مع العمل على التأكد من هوية الركاب ووثائق السيارات، حال الاشتباه والريبة. بالتوازي مع حالة الصرامة التي تتعامل بها العناصر الأمنية مع أي تحرك تشتم منه رائحة الانفلات، أعطيت تعليمات بضرورة التحلي بروح المرونة والسلاسة في التعاطي مع الأحداث، مع الدفع «بالتي هي أحسن»، في الحالات العادية التي لا تستدعي الحزم والشدة. المرونة المذكورة امتدت لتشمل مجالات المخالفات المرورية، خصوصا ارتداء الخوذات بالنسبة لأصحاب الدراجات النارية، حيث أكدت مصادر مطلعة أن قوانين الفيفا الصارمة في مجال منع إدخال خوذات الرأس لفضاءات الملاعب الرياضية، جعل المسؤولين المحليين يلجؤون لتخفيف القبضة اتجاه هذا النوع من المخالفات المرورية، وبالتالي إعطاء التعليمات لعناصر شرطة المرور بالتغاضي عن هذا الإجراء إلى حين انتهاء مجريات البطولة العالمية. الإجراءات الاحترازية المومأ إليها، حولت مراكش إلى «قلعة أمنية حصينة»، في ظل انتشار الدوريات الأمنية الراكبة والراجلة، مع تسيد الزي الأمني بمختلف الشوارع والطرق، وارتفاع وتيرة المراقبة والتتبع. إسماعيل احريملة