بدا الغضب على محيا كل من كريم غلاب رئيس مجلس النواب و الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين وهما يتابعان المدعويين من المغاربة والأجانب يخاطبون الكراسي في قبة البرلمان في يوم الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس البرلمان المغربي. كتم الرئيسان غلاب وبيد الله غضبهما طيلة اليوم الدراسي عسى أن يلتحق النواب والمستشارون بقاعات الجلسات التي احتضنت الندوات والشهادات الملقاة على هامش المناسبة، لكن عدد الحضور بدأ في التراجع شيئا حتى غدا ثلاثة أرباع ما يمكن أن تسعه القاعة فارغا وكاد المستشارون الأجانب يخاطبون الجدران والكراسي التي بدل أصحابها الغالي والنفيس للوصول اليها ولم يكترثوا بالاحتفال بنصف مئوية مؤسسة ينتمون اليها ولا اكترثوا بالخطاب الملكي الأخير أثناء افتتاح الدورة التشريعية التي دعا فيها البرلمان بغرفتيه للاحتفال بالذكرى بشكل يليق بمكانة المؤسسة التشريعية في النظام السياسي الدستوري المغربي وما أصبحت تتمتع به من اختصاصات. فعلى عكس الجلسة الافتتاحية التي حضرها رئيس الحكومة ومعه وزير الداخلية ووزير التعليم العالي وادريس الأزمي المكلف بالميزانية وكذا رؤساء الفرق البرلمانية والفرق بمجلس المستشارين الى جانب رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبد الواحد الراضي والرؤساء السابقين أحمد عصمان والمعطي بن قدور ومصطفى المنصوري ومحمد جلال السعيد, حضر ثلة من البرلمانيين والمستشارين, لكن دون أن تملأ كل المقاعد كما يحدث أثناء الجلسة الافتتاحية لكل دورة من طرف جلالة الملك. مباشرة بعد تلاوة الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين ومشاهدة الشريط الوثائقي حول تاريخ الحياة البرلمانية في المغرب منذ 1963 الى 2013 وكدا الاستماع الى كلمات كل من كريم غلاب والشيخ بيد الله وعبد الواحد الراضي, غادر الكثيرون من الحضور القاعة , حتى أن جان كلود مينيون فوجئ بمغادرة رئيس الحكومة حين كان يهم بإلقاء كلمته وبحث عنه بلا جدوى, فكل الوزراء غادرو ا قاعة الجلسات وان كان خطاب رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يهم رئيس الحكومة بالخصوص. بعد استراحة الشاي سيغادر الكثيرون, وسيخاطب الرؤساء السابقون للبرلمان حضورا لا يكاد يملأ ثلث القاعة التي توجد بقاعة الجلسات لمجلس النواب , واستمر الحال عما هو عليه حتى بعد وجبة غذاء سريعة تناولها الضيوف. ولم يستمع لمداخلات الأكاديميين والاساتذة الجامعيين سوى نفس العدد القليل والأمر ذاته بالنسبة لرؤساء الفرق النيابية بالغرفتين الذين تناوبوا على المنصة, حتى الصحافيين بدورهم غادر معظمهم القاعة ومعهم بقية المصورين الصحافيين. رغم ذلك استأنفت الجلسة الزوالية في الرابعة والنصف متأخرة بذلك عن موعدها. حينها تضاءل عدد الحاضرين ولم يتعد الأربعين, لكن بعضا من الشخصيات ظلت جاثمة في مكانها دون حراك من بينهم قيدوم البرلمانيين الاسبق عبد الواحد الراضي واحمد الزيدي وأحمد عصمان ا لذي عاد بعد الزوال ومصطفى المنصوري ومحمد دعيدعة وقلة قليلة حرصت على الاستماع لمداخلات كل من الأمين العام الفخري للاتحاد البرلماني الدولي وممثلة مؤسسة وستمنستر ومدير منظمة"كلوبال كوفيرنونس بارتنير" واريك مونتيني الأستاد بجامعة لافال بالكيبيك وطارق زائر الأستاذ بكلية الحقوق بالقنيطرة ومديرة معهد الدراسات الأوربية بروسيا ورئيس وحدة القانون الدولي بروسيا. لم تعد رئاسة مجلسي البرلمان لا ملفا صحفيا ولا كتيبات عن تاريخ البرلمان المغربي كما جرت به العادة في الاحتفال بمؤسسات مماثلة, ولم يقدم للمشاركين سوى كلمات عدد قليل من المتدخلين خاصة كلمة كريم غلاب والشيخ بيد الله وعبد الواحد الراضي, وكأن البرلمان لا يتوفر على طاقم محترف في التواصل ولا الأرشيف. تأسف بعض من الحاضرين في المنصة الشرفية من قلة الحضور وسوء التنظيم وكثافة مواد البرنامج, وقال أحدهم مازحا " كان عليهم تنظيم الاحتفال باحدى كليات الحقوق, حينها سيكون الطلبة جيل الغد حاضرا بكثافة بعد أن أدار نواب الامة ظهورهم لمؤسستهم". ضعف الحضور واضطرار رئيسا الجلستين الصباحية والزوالية لمطالبة المتدخلين باختزال مداخلاتهم جعل الاحتفال باهتا لا يليق بمؤسسة أريد لها أن تكون قاطرة الديمقراطية في ظل الدستور الجديد.