عرضتها ولاية الأمن على الصحافة… عصابة لسرقة السيارات الفارهة في قبضة أمن البيضاء هل يعتبر بعض الضحايا أنفسهم من المحظوظين بعد أن رأوا سياراتهم التي سلبت منهم في لمح البصر، تعود إليهم مرة أخرى، بعد أن ركنتها المصالح الأمنية باليضاء في ساحة مرآبها الخلفي، معلنة عن وضع حد لأفراد «عصابة الأربعة» التي تمكنت من بسط سطوتها على عشرات من الضحايا وسلبتهم سياراتهم، اعتمادا على التهديد والتعنيف باستعمال سكاكين في حجم السيوف…؟ ثمان سيارات، خمس منها رباعية الدفع: واحدة بيضاء من نوع «رانج روفر»، واثنتان ،«BMW» واحدة زرقاء والثانية سوداء، واثنتان أخريتان من صنف «فولسفاكن»، وواحدة من نوع «فورد» وأخرى «مرسيديس 250» والأخيرة «غولف».. وثياب ذكورية وأحذية رياضية مختلفة، وخصلات شعر طويلة للتموية، وأزيد من 10 سكاكين مختلفة الأحجام.. هي ذي المحجوزات التي احتضنتها الساحة الخلفية لولاية أمن البيضاء، أثناء عرض حصيلة عمل عناصر الأمن خلال أيام عيد الأضحى. صباح أول أمس السبت استعرضت المصلحة الولائية للشرطة القضائية حصيلة ثلاث عمليات، تمت بإشراف منها، وساهمت فيها مصالح الضابطة القضائية بأنفا وعين السبع ومولاي رشيد، إضافة إلى فرقة الدراجين، لتكون الحصيلة توقيف حوالي عشرة أشخاص. أول المجموعة مروج للخمور، عثر بحوزته على المئات من القنينات ، مختلفة الأحجام والأصناف، كان يحاول ترويجها خلال أيام عيد الأضحى، بعد أن تقفل المحلات المرخص لها أبوابها. وثاني العمليات ضمت أفراد عصابة من 3 أشخاص تخصصوا في تعقب المارة، وخاصة النساء خلال الصباح الباكر، لسلبهم كل ما يملكون تحت التهديد بالسلاح، مستعملين سيارة خفيفة يتم تغيير أرقام لوحتها. وقد كان أفراد هذه العصابة يوزعون الأدوار بينهم، حيث يتولى اثنان منهم تنفيذ السرقات في الوقت الذي يتكلف فيه ثالثهما بقيادة السيارة لنقل منفذي السرقات إلى وجهة مجهولة. وكانت عناصر فرقة الدراجين تعقبت أفراد العصابة بعد عدم امتثالهم لتعليمات بالتوقف، حيث فروا بسرعة قصوى في اتجاه أحد الأزقة المتفرعة عن شارع 2 مارس بالبيضاء، ليصطدموا بإحدى السيارات حيث تم إيقافهم. ثالث العمليات، التي وصفتها مصادر أمنية ب «النوعية»، جراء العنف الذي كان أفراد العصابة يلجؤون إليه لتنفيذ سرقاتهم. وفي تفاصيل العملية التي شرح حيثياتها رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن البيضاء، أن «أفراد عصابة الأربعة كانوا يتعقبون أصحاب السيارات الفاخرة مشهرين سيوفهم، وأسلحتهم البيضاء للضغط على الضحايا لسلبهم كل ما يتحوزونه أثناء العملية. كان أفراد العصابة «ينفذون عملياتهم بنوع من الاحترافية، لأن جميع أفرادها من ذوي السوابق القضائية، ومبحوث عنهم في قضايا أخرى تتعلق بالسرقات الموصوفة وسرقة السيارات». وكان أفراد العصابة يعتمدون في تنقلاتهم على سيارات مكتراة، حيث يستعملون نوعا من التمويه، ونسج مواقف أو حيل سرعان ما تنطلي على الضحايا، الذين يجدون أنفسهم في مواقف حرجة يشهر فيها اللصوص أسلحتهم البيضاء المتنوعة التي لا يتوانون في استعمالها مع أول محاولة للمقاومة يبديها الضحية. وحسب تصريح ل «عبد الإله سعيد» رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية فإن «أفراد العصابة كانوا ينتقون ضحاياهم من الشارع العام، خاصة الضحايا الذين يكونون بدون رفقة داخل السيارة التي تكون في الغالب ذات قيمة، خاصة السيارات الرباعية الدفع، ليتعقبوا سائقها إلى أن يتوقف، لتبدأ عملية المداهمة والتهديد والاعتداء لإرغام الضحية على تسليمهم كل ما بحوزته، خاصة الهواتف النقالة والأوراق المالية والساعات اليدوية»، لتكون خاتمة العملية «سلب الضحية مفتاح السيارة التي ينطلقون بها إلى وجهة مجهولة»، في أفق إعادة بيعها من أجل تفكيك أجزائها وبيعها لتجار قطع الغيار المستعملة. وأوضح مصدر بولاية أمن الدارالبيضاء، أن أفراد هذه العصابة، التي تم ضبطها بالتنسيق على المستوى المركزي وتعبئة فرق الشرطة التقنية والعلمية، من ذوي السوابق العدلية، ويستعملون جميع وسائل التمويه والتخفي للإفلات من المتابعة والمراقبة الأمنية، مبرزا أنه تم إلقاء القبض على اثنين منهم في مراكش واسترجاع سيارة جديدة رباعية الدفع كانوا يحاولون نقلها لإعادة بيعها، فيما تم تحديد أربعة أشخاص آخرين يشاركون في هذه العمليات على مستوى الدارالبيضاء، حيث تم استرجاع العديد من السيارات. وأضاف المصدر الأمني، أن «العصابة كانت تستغل السيارات المكتراة، كما كان أفرادها يقومون بإخفاء ملامحهم بالأقنعة ويعتمدون في عملياتهم عنصر المباغتة والسرعة واستعمال مختلف الأسلحة البيضاء». رشيد قبول تصوير: محمد وراق