وتتواصل عمليات التضامن مع أطفال المغرب العميق. هذه المرة ستة عشر فنانا استجابوا بشكل تلقائي وتطوعي لنداء الرحمة ونداء القلب الذي أطلقته جمعية «البركة أنجلز» أو «ملائكة الرحمة» وهي جمعية أنشأت خصيصا للعمل في المجال التضامني الإنساني مع ضحايا التهميش والفقر والحاجة أساسا إلى التمدرس بالنسبة لأطفال الأطلس المتوسط خاصة منطقة أنفكو بنواحي مدينة ميدلت. لهذا الغرض تم أول أمس بأحد فنادق البيضاء تقديم المشروع الإنساني الجديد للجمعية، وتم التذكير بالمبادرات الإنسانية التي قامت بها الجمعية منذ تأسيسها في الجماعتين القرويتين وادي إيفران و سيدي المخفي، والمتمثلة في توفير العديد من مستلزمات الحياة والعيش اليومي لسكان هذه المنطقة، كما تم تقديم منجزات الجمعية خاصة على متسوى توفير الأغطية والمواد الغذائية وكذا إعادة بناء وترميم المنشآت المدرسية هناك. كما كان هدف الندوة هو تقديم الكليب الغنائي «أطفال الجبال» الذي شارك فيه أزيد من ستة عشر فنانا. وقد كان الاشتغال على العمل، الذي ظهرت فيه بصمة الفنانين صوفيا مستاري وباري واضحة، مضنيا حاول الجمع بين أجناس كثيرة من الإيقاعات الموسيقية حتى تكتمل صورة هذا العمل الفني الغنائي الإنساني ذي الرسالة الواضحة والصريحة والتي تنبه إلى خطورة وصعوبة الوضع في المناطق الجبلية خاصة مع اقتراب موسم البرد والشتاء والثلوج والتي تحكم على عدة مناطق من الأطلس بالعزلة وتقطعها عن العالم الخارجي. ولتأكيد ذلك وإعطاء دينامية أكبر للمشروع التضامني، اختار المشرفون على هذا المشروع الإنساني إشراك وجوه فنية في هذا العمل الخيري لإعطائه دفعة معنوية ومادية تستجيب للحاجة الأولى لسكان القرى المعزولة وخاصة فئة الأطفال التي تعد الحلقة الأضعف في هذه العملية. وبالفعل استجاب حوالي ستة عشر من الوجوه الفنية، ليبدؤوا العمل على الخروج بأوبيريت غنائي حملت عنوان «أطفال الجبال». وهي أغنية. يرتقب أن تطرح في السوق على شكل «دي في دي»، وتنشر على موقع «اليوتوب» العالمي لكي تصل إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور. ولإضفاء المزيد من الألق الفني على هذا العمل، تم اختيار تقديم العمل بأربع لغات لكي يصل إلى الجميع، فبين العربية والأمازيغية والحسانية والفرنسية تألق كل من باري وصوفيا مستاري والشاب قادر وسعيدة شرف وآش كاين وحاتم إيدار وجوديا وأسماء المنور وسعد المجرد ومريم سيف و أمير علي أنس شليح ونبيل بن عبدالجليل ومحمد منجرة.. وقد رأت جمعية «البركة أنجلز» النور بعد الحادث المؤلم الذي انتشر على صفحات الموقع الاجتماعي «فيسبوك»، والذي لقي على إثره رضيع من أبناء قرية أنفكو حتفه من شدة البرد، واستنفر العديد من المبحرين لتصل الفكرة إلى آذان وقلوب هذه الجمعية التي جعلت من هذا الحادث حصان ورهان عملها من أجل التحسيس بواقع مرير مازال يلوح بظلاله في مغرب اليوم ومازال يلقى كل اللامبالاة من قبل المعنيين بتوفير أبسط ظروف العيش لساكنة هذه المنطقة وساكنة الكثير من الدواوير والقرى المغربية التي تعيش تحت نفس وطأة البرد والجوع والحاجة الماسة إلى أبسط ظروف العيش والحياة. لأجل كل هذا عملت الجمعية على تفعيل الروح التضامنية لدى المسؤولين لجعل الجميع ينخرط في هذا المشروع.