هل كان ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة؟ أم أنها كانت مجرد خدعة لطمأنة القوات المنتشرة بين معبر باب سبتةالمحتلةوالفنيدق؟ على كل فالحدود الوهمية بباب سبتةالمحتلة ليست بعيدة عن هجمات المهاجرين السريين المنتشرين على مشارفها بالغابات والمداشر، فهاهم يخرجون في غفلة من الجميع وبشكل جماعي في محاولة شبه ناجحة، للعبور نحو "الفردوس" الذي يروه يوميا من أعلى جبال حميطي وبليونش، رحلتهم تنتهي عند حدود الثغر المحتل ولا يحتاجون لعبور البوغاز، فالأمر بالنسبة للكثير منهم يتغير أو يقف عندما تطأ قدماه مدينة سبتة ولو معتقلا، فلا قانون يلزم السلطات السبتية بترحيله وإعادته من حيث أتى، وبذلك فالأمر بالنسبة له سيان، اعتقل أم لم يعتقل. حوالي 100 مهاجر سري من دول مختلفة جنوب الصحراء، تجمعوا وانتظروا الفرصة المناسبة للهجوم الجماعي، كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف من فجر يوم الإثنين، حينما باغتوا عناصر القوات المساعدة والدرك المنتشرين على المعبر من الذين يحرسون المعبر من هجمات المهاجرين السريين. كان العدد كبير والطريقة التي تم التخطيط بها للهجوم محكمة فقد اختاروا المرور بحرا، فيما الحرس يتواجدون على اليابسة مما جعل دخولهم وتوفير ما يطاردونه بهم يتأخر بعض الشيء، كل ذلك كان لفائدة المهاجمين الذين تمكن ما لا يقل عن 33 منهم من العبور للجانب الآخر. لم تستعمل القوات المغربية العنف اتجاه المهاجمين ومع ذلك لم تكن أيضا متساهلة، فحسب مرصد الشمال لحقوق الانسان الذي أصدر بلاغا في الموضوع، لحظات بعد قيامه بزيارة ميدانية لعين المكان واستقصاء بعض المعلومات والمعطيات، حيث تبين ان المهاجمين كان عددهم كبير وباغتوا القوات المغربية المنتشرة هناك، وأنه لم يصب أي مهاجر بأذى عدا واحد فقط تلقى علاجات أولية بمستشفى الفنيدق وغادره، في وقت استعمل الحرس المدني الإسباني الرصاص المطاطي لإبعاد المهاجرين السابحين في اتجاه الثغر المحتل، وسجل المرصد أيضا قيام السلطات المغربية بواجبها اتجاه مطاردة المهاجرين السريين الذين عادوا بعد فشل محاولة عبورهم، قبل ان يلتجؤوا للجبال والغابات المجاورة. وعلمت الجريدة أن السلطات المغربية بادرت لدعم تواجد قواتها بالمعبر، حيث تم دعم القوات المتواجدة أصلا هناك بعشرات من الدركيين الذين وصلوا في وقت متأخر من مساء أمس الأول للمنطقة، علما أن حملات التمشيط الواسعة التي تقوم بها السلطات المغربية يشارك فيها عناصر القوات المساعدة والدرك على مستوى المناطق القروية، وعدد كبير من عناصر الأمن "السيمي" بالنسبة للمناطق الحضرية، إذ يتم كل يوم تجميع العشرات من هؤلاء المهاجرين الأفارقة الذين يتم ترحيلهم في اتجاه الشرق ومن تم إخلاء سبيلهم على الحدود المغربية الجزائرية في الغالب. مصطفى العباسي