امتدت تأثيرات لصوص الأسلاك النحاسية بمراكش، لتصيب في مقتل شبكة الهاتف بمطار المنارة ،ما جعل مصالح اتصالات المغرب تستنفر عناصرها وتقنييها، لإصلاح ما أفسدته أيادي اللصوص مئات الخطوط الهاتفية أصيبت بالشلل التام وفقدت حرارتها،ليمتد التأثير إلى شبكة الهاتف بمطار المنارة،التي فرض عليها الخروج من دائرة التغطية،والإعلان عن وقف حالها في انتظار ترميم ما أفسده اللصوص. الرغبة في تحصيل كسب مادي سريع، جعلت بعض اللصوص يختصون في تجارة الأسلاك النحاسية، وتوجيه سهام سطوهم لشبكة الربط التي تمدها اتصالات المغرب عبر مجمل النفوذ الترابي للمدينة الحمراء، ما نتج وينتج عنه إصابة شبكة الهاتف بالعديد من المصالح والإدارات العمومية بالسكتة القلبية، وتوقفها عن الاشتغال، وبالتالي تعريض مصالح الاتصالات خسائر مادية كبيرة،دون احتساب ضياع مصالح المواطنين،وانتظار ترقيع ما يتم إفساده. وكان محترفو هذا النوع من السرقات، قد دشنوا حملة لسرقة الأسلاك النحاسية الممتدة بمدخل المدينة الحمراء، وبالضبط بالنقطة الفاصلة بين جماعة سعادة، والمنطقة السكنية الجديدة المحاميد،وقاموا بقطع مجموعة من الأسلاك الهاتفية النحاسية، تمهيدا لنقلها صوب وجهة تسويقها، ما أدى لقطع الربط الهاتفي وشبكة الأنترنيت على مجموعة من المصالح الإدارية الموجودة بالمنطقة، وكذا مجمل الأحياء المحيطة بموقع الحادثة. تقنيو ومهندسو مؤسسة اتصالات المغرب، وجدوا أنفسهم مجبرين على الدخول في سباق محموم مع الزمن، لإصلاح العطب، وإعادة الربط بشكله الطبيعي، فيما المؤسسات المتضررة أجبرت على نهج سياسة" قضي باللي كاين" في انتظار إعادة الأمور لنصابها، وإعادة إصلاح ما أفسدته أيادي اللصوص العابثة، وهي العملية التي تطلبت عدة ساعات . هذا النوع من السرقة، قد استفحل بشكل ملحوظ، وأصبح ممتهنوه لا يترددون في استهداف العديد من المواقع والمناطق، ما نتج عنه خسائر جسيمة، إن على مستوى قيمة الأسلاك المسروقة، أو على مستوى تعثر شبكة الهاتف والأنترنيت مع ما يعنيه الأمر من ضياع مصالح المواطنين والإدارات العمومية. عبثية المشهد امتدت لبعض الجماعات القروية المحيطة بالمدينة، حين تمكن اللصوص من سرقة أسلاك تمتد على مسافة 1300 متر، حيث يتم اعتماد تقنية تسخير سيارة من نوع" فاركونيط"، مزودة ببكارة( جرارة)، ويعمد بعضهم لتسلق أحد الأعمدة التي تربط خيوط الشبكة، ويوصله بالبكارة، لتنطلق السيارة، وهي تسحب بداخلها الخيوط المعلقة بالشبكة، فيما يبقى اللصوص داخلها متأهبين لكل طارق، بحيث ما أن تتم ملاحظة أي حركة مريبة، حتى يعمدون لقطع السلك المسحوب بالبكارة، يطلقون لسيارتهم العنان، وقد أخفوا أرقام لوحاتها المعدنية، درءا لتحديد هويتهم. منطقة المحاميد، جماعات سعادة، سويهلة، الاوداية، سيدي الزوين، كلها مناطق تعيش تحت رحمة استهدافات هذا النوع من السرقات، فيما الجهات المسؤولة وعناصر الأمن والدرك، تجاهد لتحديد هوية المتورطين، لوقف النزيف الذي بات يسبب في خسائر مادية ومعنوية جسيمة. إسماعيل احريملة