عبدالواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الذي وعد بوساطة جديدة منشغل بالاصلاحات الدستورية، وعبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل خارج الوطن. بين انشغالات الراضي بالاصلاحات الدستورية وسفر العزوزي تأجلت المصالحة داخل الفيدرالية إلى أجل غير مسمى. العزوزي الذي شد الرحال أمس، إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر السنوي لمنظمة العمل العربية، خاض رفقة أعضاء مكتبه المركزي في اجتماع ترأسه الأربعاء الماضي، نقاشات طويلة شملت مواضيع مرتبطة بالوضع الاجتماعي والاصلاحات الدستورية والانتخابات، لكن ذلك لم يمنعهم من التفكير في القيام بمبادرة تجاه عبد الحميد فاتيحي وأنصاره، حالما ظهرت في الأفق مؤشرات ايجابية لتصفية الأجواء من طرفهم يقول مصدر من الفيدرالية «الوحدة ليست كلاما، وإنما مبادرات تمارس على الميدان لإعادة بناء الثقة»، مضيفا «نحن مستعدون لمد أيدينا للطرف الآخر شريطة أن يلتزم و يظهر حسن نيته خدمة للنقابة والشغيلة». مصدر آخر من المكتب المركزي الذي يقوده العزوزي، والذي تحدث بمرارة عن المنحى الذي سلكه رفيقهم في العمل النقابي عبد الحميد فاتيحي، بحيث لم يستطع أن يخفي خيبة أمله فيه، قائلا «لقد كنت من أكبر المدافعين عنه في توليه منصب رئيس الفريق الفيدرالي بمجلس المستشارين»، بل يضيف متحسرا «أكثر من هذا، فالعزوزي كان يهيؤه لتولي منصب الكتابة العامة للفيدرالية». رفاق العزوزي الذين ينتظرون صدور إشارات ايجابية لتنقية الأجواء لعقد مجلس وطني موحد يجمع شمل الفيدرالية، كلام لم يصدقه عبد الحميد فاتيحي، ودفعه إلى القول «قمنا بإلغاء المجلس الوطني الذي دعينا له، وتوقفنا عن إصدار بلاغات باسم المكتب المركزي»، ثم يضيف متسائلا، هل هناك أكثر من هذه الاشارات؟ وإذا كان فاتيحي ورفاقه غاضبون من العزوزي، لأنه سافر إلى القاهرة الشهر الماضي، للمشاركة في قمة منظمة العمل العربية، وعاود السفر مرة أخرى، إلى جنيف على رأس وفد نقابي لحضور أشغال المؤتمر السنوي لمنظمة العمل الدولية دون استشارتهم في الموضوع، فإن ذلك لم يمنعنه من إبداء «كامل استعداده للاجتماع ولو بشكل غير رسمي من أجل دراسة التشكيلة الجديدة للمكتب المركزي».