الهدم. كان المصير المحزن لبناية تحمل من التاريخ دلالات كثيرة بمدينة الزهور تحولت إلى مجرد طلل وذكرى. البناية وهي عبارة قصر مهجور بمنطقة كانت تعرف سابقا ب«برانس» شهد وقبل ثلاثة أيام عملية تنفيذ حكم قضائي يقضي بإفراغ من سكانه ثم هدمه الحكم تم تنفيذه بالقوة العمومية وسط استنفار أمني كبير. آلات الهدم لم تكن في ذلك اليوم رحيمة وشرعت وفي غفلة من الجميع في طمس معالمه، استعدادا لتحويل بقعته الأرضية إلى مشروع سكني. ووسط صغب وهدير الجرافات لم تحل استغاثات الأسرة القاطنة ( ورثة بوعزة المجذوب ) قبل وبعد صدور الحكم ورغم المسوغات القانونية لملف دفاعهم للحيلولة دون تنفيذ القرار القاسي وتحويله إلى مجرد ركام من الحجارة. هدم أعاد إلى الأذهان مصير عدد من البنايات التاريخية التي طالها نفس المصير بالمدينة. القصر الذي تتجاوز مساحته ثلاثة هكتارات ونصف، هو من العقارات التي ورثها بوعزة بن المجدوب عن والد المجدوب بن أحمد الزناتي. هذا الأخير قام يتشييده سنة 1924. البناية ذات الهندسة المتفردة ورغم قيمتها في سوق العقار تتجاوز حدود صراع قضائي. فهي ترمز إلى ملحمة رجل ( المجذوب بن أحمد) رفض الرضوخ والإذعان للأجنبي فكان مصيره ومصير ورثته الطرد من أرضه والاستحواذ على ممتلكاته من طرف المعمرين ومنها القصر المذكور لكن في سنة 1932 استولى المستعمر الفرنسي على أرضه و سلمها للمعمر شارل مورا وانتقل بوعزة مكرها الى مدينة الدارالبيضاء إلى أن توفي سنة 1944 . لكن وبعد وفاة المعمر سنة 1973 داخل القصر أغلق في وجه الورثة بحجة وجود أثاث أسرة الأمير داخله من جهة و تواجد زوجته الامريكية مار كريت ريترفورد بفرنسا، وضع ظل قائما لأزيد لعقود قبل أن ينتقل الملق إلى دائرة التقاضي. ورثه بوعزة بن المجدوب، وفي معرض احتجاجاتهم أكدوا أنه بعد خروج المعمر كان أملهم أن يتم إنصافهم، لكن كانت خيبة أملهم كبيرة ، إذ بدل الإنصاف، استمر مسلسل المماطلة في المحاكم لمدة تزيد عن 34 سنة، وتم «الاستحواذ والترامي» على أملاكهم من طرف لوبيات العقار وأشخاص نافذين بعقود مزورة قال عنها الورثة في شكاياتهم أنها « مزورة ». الأدهى من ذلك تقول شكايات المتضررين التي توصلت الجريدة بها منذ بداية التقاضي هو إختفاء ملف من المحكمة. الاستياء والاستنكار من تنفيذ الهدم بدى على الساكنة المحلية والمجاورة للقصر، وكذا عدد من الفعاليات المحلية بالمدينة، خاصة أنه كان موضوع متابعات وروبورطاجات إعلامية حول قيمته ودلالاته التاريخية الغنية.