المكلفون بمهرجان موازين يهتمون أساسا بجمع المبالغ المالية الهائلة التي يصرفونها على الحفلات والسهرات ويهتمون بإجراء الاتصالات التي تضمن مجيء كبار الفنانين العالميين ويحرصون كذلك على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان الأمن والنظام وغير ذلك من الترتيبات الهادفة إلى نجاح هذه التظاهرة الفنية الكبرى، ولكنهم مع الأسف لا ينتبهون إلى المضايقات التي يتعرض لها سكان العاصمة وبالخصوص في الأحياء السكنية القريبة من الفضاءات المخصصة للسهرات والعروض الفنية. وهكذا فطوال المدة التي يستغرقها مهرجان موازين وهي عشر ليال يتعرض السكان لعدة إكراهات على مستوى التنقل نظرا للحصار الذي تضربه قوات الأمن على بعض الشوارع حيث يفرضون تغيير اتجاهات المرور ويصبح عبور الطريق إلى السكن غير ميسر لأن «البوليس» يفرض على المواطنين في بعض الأحيان أن يأخذوا طريقا ليس بالضرورة هو الطريق المؤدي إلى المنزل. وحينما تقول لشرطي المرور بأن يتركك تذهب إلى بيتك يجيبك: اترك السيارة في أي مكان، واذهب راجلا إلى منزلك...وفي هذه الحالة إن وجدت مكانا لركن السيارة فلن تستطيع ركوبها والذهاب إلى منزلك إلا بعد نهاية السهرة. هذه المضايقات يعاني منها سكان العاصمة في أحياء عديدة سواء كان التنقل بالسيارة الخاصة أو سيارات الأجرة والحافلات. وعلى هذا الأساس يضطر السكان إلى التزام بيوتهم والعودة إليها قبل أن تبدأ حملات الحصار التي تنطلق عدة ساعات قبل بداية السهرة. ومن يضطر للبقاء خارج سكنه لأسباب مهنية فعليه أن يكون مستعدا لتحمل إكراهات الحصار. وفي بعض الحالات وخاصة في شارع لعلو تقوم قوات الأمن بحجز السيارات لإبعادها إلى أي مكان وفي صباح اليوم الموالي، وبينما يكون بعض السكان، في حاجة إلى سياراتهم للذهاب إلى العمل أو لأخذ الأبناء إلى المدرسة يصبحون مضطرين إلى البحث عن سياراتهم ولا يجدونها إلا بعد ضياع وقت طويل ينتج عنه ذهاب الأطفال متأخرين إلى مدارسهم. كل هذه معاناة يتحملها سكان بعض أحياء العاصمة بسبب مهرجان إيقاعات العالم، ولست أدري هل للمكلفين بسهرات وحفلات موازين علم بحالة الإكراه التي يعاني منها المواطنون. طبعا هناك الجانب الإيجابي والفوائد المتعددة لتنظيم مهرجان وسهرات موازين، ولكن هناك فئات من سكان العاصمة يتمنون لو أن المسؤولين قد انتبهوا إلى مضايقات حالة الحصار الذي تفرضه شرطة المرور وهي مضايقات تمس بحق المواطنين في التجول إما بالسيارة الخاصة أو بواسطة سيارة الأجرة أو الحافلات. ويرى البعض أن من الأفيد لو أن المسؤولين عن مهرجان موازين فكروا في تنظيم هذه التظاهرة كل سنة في مدينة من المدن الكبرى للمملكة، حتى يتعرف المغاربة في مختلف المدن على مزايا حفلات وسهرات موازين ويأخذون كذلك فكرة عن جانب المضايقات والإكراهات التي يعاني منها سكان العاصمة بمناسبة سهرات وحفلات موازين.