«خميس» آباء وأولياء مشجعي الرجاء والجيش القاصرين لن يصبح «أسود» بعد اليوم. النبأ السار حمله بلاغ لوزارة العدل والحريات، يتحدث عن تعليمات ملكية وجهت لوزير العدل باعتباره رئيسا للنيابة العامة، من أجل «تقديم ملتمسات للهيئات القضائية المعنية من أجل إطلاق سراح القاصرين وتسليمهم لأسرهم إلى حين بت المحكمة في التهم المنسوبة إليهم»، يقول نص البلاغ. معاناة منذ 11 أبريل الماضي، كابدتها أسر المتهمين في الأحداث التي عرفتها الدارالبيضاء، بمناسبة لقاء الرجاء الرياضي والجيش الملكي برسم الدورة 23 من الدوري الاحترافي. حينها تم توقيف 214 شخصا من بينهم 73 قاصرا. تراوحت تهم الموقوفين مابين «القيام بأعمال النهب وتخريب بضائع ومنقولات في جماعات، و«استعمال العنف وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة، والمشاركة»، و«إلحاق خسائر مالية بها، ومحاولة إضرام النار، وتسخير مواقع إلكترونية للتحريض على اقتراف جنايات»، زيادة على«التحريض على الكراهية عن طريق ترديد شعارات والتفوه بكلمات نابية مخلة بالآداب والأخلاق العامة». صكوك اتهام رأتها النيابة العامة كافية لرفض طلبات السراح المؤقت للمتهمين. قرار أجبر عائلات المتهمين سيما القاصرين على القيام باحتجاجات، تارة في بهو وقاعة المحاكمة باستئنافية البيضاء، وتارة قبالة مقر المركب السجني عكاشة. الهدف، تبليغ معاناتهم من جراء اعتقال أبنائهم القاصرين إلى الجهات المسؤولة، سيما أن بعضا منهم كان يعاني من مضاعفات صحية أثناء الاعتقال، كحالة أحد المتهمين الذي تم استئصال خصيته، إثر التهاب حاد كان من الضروري أن يخضع معه لعملية جراحية. الرد جاء سريعا، بالتفاتة ملكية تحمل دلالات إنسانية، أكدها نص بلاغ وزارة العدل والحريات، التي جاءت شعورا «بمعاناة الأسر واقتناعا بأن عددا كبيرا من الشباب الذين تم إيقافهم قد انساقوا بشكل لا إرادي لارتكاب أعمال العنف». إلتفاتة إنسانية، ستترجم بتقديم ملتمسات سراح للهيئات القضائية، لفائدة 73 قاصرا، تم فصل ملفاتهم عن ملفات 141 راشدا. قرار سيكون بردا وسلاما على عشرات الأمهات، بعد أن تكبدن عناء التنقل لحضور أطوار المحكمة، وجر أذيال الخيبة بعد سماع رفض طلبات السراح. رفض كان وقعه صادما على إحدى الأمهات، وأغمي عليها ببهو محكمة الاستئناف، قبل أن تلفظ أنفاسها ثلاثة ساعات بعد ذلك، أمام تأثر عائلات باقي المتهمين، خاصة الراشدين الذين مازالت تنتظرهم جلسة رابع يونيو للنظر في ملفاتهم بكل من استئنافية البيضاء وابتدائيتها الزجرية، فيما سيكون على القاصرين الحضور لجلسة 12 يوليوز القادم، بعدما أمر قاضي التحقيق باستئنافية الدارالبيضاء إخلاء سبيلهم، لقاء تعهد موقع من طرف أولياء أمورهم يقضي بضرورة اصطحابهم لموعد الجلسة المقررة. أنس بن الضيف