1. «أود التعبير عن عرفاني وامتناني٬ وكذا عرفان وامتنان الحكومة والشعب السينغاليين لجلالة ملك المغرب٬ كما أود الإشادة بتعاوننا المثالي الذي يترجم بأعمال ملموسة»، هكذا صرح الرئيس السينغالي مامي سال للصحفيين عقب تدشين “مصحة محمد السادس لطب العيون” ووحدة “ويست أفريك فارما” لصناعة الأدوية . وعلى نفس المنوال قالت وزيرة الخارجية السينغالية إن : ”المصحة بمعداتها الكاملة ستتيح للأشخاص الذين لا يتوفرون على إمكانيات٬ الولوج إلى الخدمات الصحية الجيدة. إنها التفاتة حظيت بالتقدير وستعزز العلاقات النموذجية بين الشعب السينغالي والشعب المغربي”. 2. يتعلق الأمر بمشاريع اجتماعية تعبر عن توجه مستمر لدى المغرب من أجل إقرار سياسة للتعاون جنوب- جنوب، وكما قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني : «من شأن مثل هذه المشاريع٬ علاوة على طابعها التضامني٬ أن تقوي القاعدة الشعبية لهذه العلاقات العريقة بين البلدين لأنها تستهدف المواطنين بشكل مباشر»٬ مضيفا أن «مثل هذا المشروع تعبير ملموس عن التعاون جنوب جنوب وأيضا نموذج لنقل الخبرات وتبادل التجارب في مجال ذي تقنية عالية». 3. التعاون المغربي السينغالي من هذه الزاوية يتميز « بغناه وتنوعه» كما قال جلالة الملك خلال مأدبة العشاء التي نظمها على شرفه الرئيس السينغالي،٬ ويتجلى ذلك بالخصوص في القطاع الفلاحي٬ حيث تم إنجاز ضيعة “قطب الامتياز الفلاحي” في منطقة تياز٬ وقطاع الكهربة القروية في شمال السينغال٬ ومجال الأمطار الاصطناعية الذي يخضع لبرنامج يمتد عبر ست سنوات٬ والذي مكن من رفع مستوى التساقطات في المناطق المحددة لذلك. 4. وفي هذا الأفق يعكس المشروعان الصحيان اللذان تم تدشينهما من طرف جلالة الملك والرئيس السينغالي، نموذجا مميزا للتعاون جنوب جنوب ، إذ من شأن “مصحة محمد السادس لطب العيون ” ٬ التي أنجزتها المؤسسة العلوية للتنمية البشرية المستدامة٬ بتعليمات سامية من صاحب الجلالة ، أن تعطي دفعة قوية لمحاربة داء العمى في السينغال . وتشتمل المصحة٬ المزودة بأحدث التجهيزات٬ على ثلاث قاعات للفحص والتشخيص وثلاثة أجنحة للعمليات الجراحية وقطب للتعقيم ومصالح للخدمات الاستشفائية ٬ وجناح لتكوين أطباء من بلدان غرب إفريقيا ٬ وقاعة للمؤتمرات لاحتضان أيام تكوينية جامعية وندوات موضوعاتية حول طب العيون. 5. وستضمن هذه البنية الاستشفائية العلاج من داء الساد (اجلالة ) ٬كما ستحتضن عمليات جراحية لأمراض أكثر تعقيدا كمرض المياه الزرقاء وانفصال الشبكة ٬ وهو ما يجعل منها الأولى من نوعها بهذه المنطقة من القارة السمراء . 6. وبإمكان “مصحة محمد السادس لطب العيون ” إجراء حوالي 50 ألف فحص في السنة ٬ كما ستكون إطارا ملائما لتنظيم حملات طبية لفائدة السكان المحليين من قبل أطباء مغاربة سيساهمون في الأنشطة الإنسانية دائمة للمصحة. وستمكن هذه الحملات من إجراء أزيد من 2500 عملية جراحية على داء «الساد» وأزيد من 150 عملية لعلاج مرض انفصال الشبكية. 7. أما وحدة “ويست أفريك فارما” ٬التي أنجزت بمبلغ 8 ملايين أورو٬ فستمكن من توفير أدوية جنيسة ذات جودة عالية ٬ ليس فقط للسينغال ٬ ولكن أيضا لبلدان الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا وكذا المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا . 8. وستساهم هذه الوحدة٬ التي أنجزت على مساحة هكتارين٬ في تطوير النسيج الصناعي لقطاع الأدوية بالسينغال من خلال نقل تكنولوجيا وخبرة مختبرات ( سوطيما المغرب) .وتشتمل الوحدة على جناح إداري٬ ومستودع لتخزين المواد الأولية ٬ ومواد التعبئة والتغليف والمنتجات المصنعة ٬ وعلى مختبر لمراقبة الجودة٬ ووحدة لتصنيع الأدوية الصلبة٬ فضلا عن منطقة مخصصة لصناعة الأدوية السائلة.