قررت سائحة إسبانية أول أمس أن تدخل مراكش دخول” الله يقربها”، حين حطت بها الطائرة القادمة من العاصمة مدريد، وحولت البهو الخارجي لمطار المنارة ، إلى ساحة للمبارزة و«شد لي نقطيع ليك” مع أحد العناصر الأمنية بزيه الرسمي. فجأة كسر الهدوء الرتيب للحياة بفضاء المطار، صراخ مسافرة فرنسية، وهي تشد بخناق رجل الأمن، وتنتزع شارته الصدرية( البادج)، ولسانها لا يتوقف عن توجيه أقذع مفردات الشتم في حق المغاربة و”تامغرابيت. حركة وتصرف أوقعا العنصر الأمني في حالة إحراج شديدة ،دون أن يملك للأمر دفعا ما زاد في إذكاء فصول “تفرعين” الإسبانية،التي رفعت من إيقاع شتمها، وأذكت فتيل صراخها واحتجاجها. بعض المواطنين المغاربة من ضمنهم مقيمون بأرض المهجر، لم يستسيغوا مشهد “بهدلة”الشرطي، وعبارات السب والقذف التي توجه للمغرب وسلطته على لسان السائحة، فقرروا الدخول على خط المواجهة. تمت محاصرة الإسبانية وتقاذفتها عبارات الاحتجاج من كل جانب، فيما لم يتردد البعض في مخاطبتها بلسان إسباني فصيح، لمطالبتها بمغادرة أرض المغرب إن كانت لاتروقها، مع رفع التحدي في وجهها وإفهامها بأنه”حتى المغرب ما عندو ما يكجدر بك، غير رجعي لبلادكم،واعطينا بالتيساع”. الثورة الكلامية المضادة للجماهير المغربية، عادت لتوجه بوصلتها اتجاه رجل الأمن، وتستنكر موقفه السلبي اتجاه الإهانة التي تلقاها بزيه الرسمي، وتطالبه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل ما تفوهت به السائحة الإسبانية في حقه وحق المغرب، مع التأكيد على استعدادهم للتقدم كشهود في النازلة. موقف شجع رجل الأمن ،ورفع عنه ستار الإحراج، ومن ثمة إصراره على استدعاء الدعم وتسييج المعنية بالمتابعة القضائية. حل بعض المسؤولين الأمنيين بفضاء المطار، لتنطلق فصول حوار ماراطوني، قصد تهدئة الخواطر، ولعب دور “وساطة الخير”، دونما الحاجة لتصعيد الموقف، مع مناشدة المواطنين المحتجين بالتحلي بالرزانة والهدوء،والدفع بالتي هي أحسن. بعد الانتقال إلى مقر الدائرة الأمنية، استشعرت الإسبانية خطورة موقفها، خصوصا بعد محاصرتها بشهادة الشهود، ما جعلها تركن للاعتذار وطلب الصفح، وبالتالي الاكتفاء بتحرير محضر بالنازلة،وإخلاء سبيلها. المعطيات المتوفرة ترجع أسباب نزول تهجم الإسبانية على العنصر الأمني، حين حلت بالمطار وفوجئت بغياب ابنها الذي كان من المفترض أن يكون في استقبالها، ومن ثمة التوجه إلى قسم الإرشادات للمطالبة بتوجيه نداء عبر مكبر الصوت باسم نجلها. طلب ووجه بالرفض على أساس أن هذه الخدمة حكر على المسافرين من الركاب فقط، ما جعل المعنية تتوجه لأول رجل أمن تصادفه في طريقها وتطالبه بالتدخل لتمتيعها بهذه الخدمة، حيث لم يكن جوابه بأفضل من عاملة قسم الإرشادات، باعتبار مهمته تنحصر في توفير شروط الأمن والأمان داخل بهو المطار. جواب لم تستسغه السائحة التي قررت أن تظهر للشرطي “حنة يديها”،وقوة سلطتها ونفوذها، ومن توجيه الأمر له بمدها باسمه وكامل هويته، قصد اتخاذ الإجراءات التأديبية في حقه، قبل أن تمد يدها لانتزاع شارته الصدرية( البادج)، وتشتف أسماعه بسمفونية من “المنقي خيارو”. إسماعيل احريملة