احتمال حدوث أعمال إرهابية أو انتحارية في بلدان أوروبية أصبحث كبيرة. الإرهابيون يمكن أن يستخدوموا مطارات شمال إفريقيا للوصول إلى أهدافهم. تلك خلاصة تقارير ومعلومات، يقول مصدر أمني مغربي، تم تبادلها في الثمان وأربعين ساعة الماضية بين العديد من الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية والعربية، ضمنها نظيرتها المغربية. الحرب على الحركات الإرهابية في مالي تقترب من النهاية. امتداد سخونة حرب الرمال في هذا البلد الإفريقي لم تقتصر على البلدان المحيطة، بل امتد صداها إلى أخرى بعيدة، ضمنها المغرب. الأخير وخاصة في بوابته الجوية الرئيسية، أعلن، حسب ذلك المصدر دائما، حالة تأهب واستنفار كبيرين. الإجراءات الأمنية المشددة لم تقتصر على مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء. الأمر ذاته تعرفه العديد من أنشط المطارات في شمال إفريقيا وفي أوروبا، خاصة مطار باراخاس في العاصمة الإسبانية، ومطار هيترو في لندن، وأورلي الباريسي ومطار دوسيلدورف الألماني، يسترسل المصدر السابق. حالة التأهب ورفع درجة الاحتياطات الأمنية في المطارات الرئيسية في البلدان المغاربية والأوروبية، يأتيان تخوفا من دخول إرهابيين لتنفيذ عمليات إرهابية أو انتحارية في بلدان أوروبية مرتبطة بالأوضاع الساخنة في الساحل والصحراء، دائما حسب ذلك المصدر. المعلومات حول احتمال قيام جهات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة بتنفيذ عمليات انتقامية في أوروبا، تم تجميعها وتبودلت بين العديد من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الأيام القليلة الماضية. أجهزة نبهت الإدارات المكلفة بسلامة النقل الجوي إلى مراجعة إجراءاتها الأمنية في المطارات، مع تشديد المراقبة وتفتيش دقيق للمسافرين وهوياتهم المتحدرين أوالآتين من بلدان تعتبر مساندة أو معنية بالإرهاب كنيجيريا والصومال وغيرهما، يشرح المصدر الأمني. حالة التأهب في أوروبا لم تقتصر على المطارات الرئيسية، بل امتدت إلى الموانئ ونقط العبور البرية، محطات القطارات والميترو والتمثيليات الدبلوماسية وغيرها. في السياق ذاته، فحالة الاستنفار الجديدة تأتي أياما قليلة على إعلان جماعة «الأنصار الإسلامية» التابعة لجماعة «بوكو حرام» النيجيرية الإرهابية، على قتل 7 رهائن أغلبهم أوروبيون، بعد اختطافهم منتصف فبراير الماضي من ورشة للأشغال العامة في شمال نيجيريا. ارتباطا بالحرب على الإرهاب في مالي، يقول مصدر أمني رفيع المستوى للجريدة، إن المصالح الأمنية المغربية ومباشرة بعد بدء المعارك في شمال مالي، دخلت في تنسيق وتبادل المعلومات والمعطيات حول التهديدات الإرهابية الممكنة، سواء داخل المغرب أو خارجه، خاصة مع الأجهزة الأمنية الأوروبية، من قبيل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني الفرنسية أوجهاز «إم. أي. سيكس» البريطاني ونظيره الإسباني.